وقال عبد المحمود، في تصريحات لوكالة "سبوتنيك"، "الموضوعات التي تناقشها هذه المفاوضات متشابكة، فهي سياسية واجتماعية وعرقية وقبلية، معقدة تماما، ولكن لابد من حلها مهما كانت صعوبتها وتشابكها وتعددها"، متابعا "مهما كانت صعوبة الأزمة فهذا لا يمنع من وضع الحلول".
وحول مشاركة روسيا في جولة المفاوضات التي بدأت الخميس في الخرطوم، قال السفير السوداني "كافة الدول المحبة للسلام يجب أن تتضافر جهودها لتعزيز السلام ودعم المصالحة والوساطة السودانية في أفريقيا الوسطى، ليس موسكو فقط بل كافة الدول التي يهمها الاستقرار في القارة الأفريقية".
وتابع عبد المحمود "بالأمس القريب قاد السودان وساطة ناجحة فيما يتعلق بجنوب السودان، والآن تستضيف الخرطوم مفاوضات السلام في أفريقيا الوسطى الجارة"، موضحا "ما يجري في أفريقيا الوسطى يؤثر على السودان سلبا أو إيجابا، والسودان تأثر بما كان يدور فيها من الحرب وتطورات سلبية".
وحول استضافة الخرطوم لمفاوضات السلام في أفريقيا الوسطى، قال عبد المحمود "لابد من الإشارة إلى أن السودان له تاريخيا دور كبير وفاعل في أفريقيا، وهو واسطة العقد بالنسبة لكافة دول أفريقيا، فهو صورة مصغرة للقارة بتنوعها"، لافتا "السودان من الدول المؤسسة لمنظمة الوحدة الأفريقية، والاتحاد الأفريقي، وهو مهتم بهموم القارة الأفريقية كلها، لذلك لا غرابة في قيامه بدور الوساطة لحل النزاعات بين الدول الأفريقية".
وقال عبد المحمود "الآن هناك ضوء في آخر النفق، فالسودان يستضيف مفاوضات السلام في أفريقيا الوسطى بدعم دولي ومن الاتحاد الأفريقي ودول الجوار أيضا"، لافتا "هذا يؤكد أنه بلا شك سنصل لنهاية سعيدة تضفي السلام وتعزز الاستقرار في أفريقيا الوسطى".
ويشارك مدير إدارة إفريقيا في وزارة الخارجية الروسية أندريه كيمارسكي في مفاوضات السلام بدولة إفريقيا الوسطى التي بدأت أعمالها، أمس الأول الخميس.
فيما أكد وزير الخارجية السوداني الدرديري محمد أحمد، في تصريحات لوكالة "سبوتنيك"، الخميس، أن المفاوضات تبحث 5 قضايا أساسية هي العدالة والمصالحة، وتمثيل جميع الأطراف المختلفة في الحكومة، ونزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج، وقضية اللامركزية.
واستضافت الخرطوم مفاوضات بين المجموعات المسلحة المتصارعة بدولة أفريقيا الوسطى، يومي 27-28 أب/أغسطس الماضي، مؤكدة أن المفاوضات انتهت بتوقيع مذكرة تفاهم لإنشاء إطار مشترك للسلام باسم "تجمع أفريقيا الوسطى".
وشهد الوضع الداخلي في جمهورية أفريقيا الوسطى تدهورا كبيرا في أوائل كانون الأول/ديسمبر 2013، عندما وقعت مصادمات في العاصمة بانغي بين مسلحي حركة "سليكا" الإسلامية والجماعات المسيحية المعارضة، ووفقا للأمم المتحدة، مما اضطر نحو مليون شخص لمغادرة منازلهم، كما أدى الصراع إلى مقتل أكثر من 6 آلاف شخص.