يرى مراقبون، أن التوترات الحاصلة نتيجة عمليات الجنوب الليبي، التي ينفذها الجيش الليبي، ألقت بظلالها على المشهد السياسي، وأنها قد تحول دون إحراز أي تقدم بشأن المؤتمر الوطني الجامع، أو ملف الانتخابات الليبية المعلق حتى اليوم.
وأضاف في تصريحات خاصة إلى "سبوتنيك"، أن مواقف حكومة الوفاق من عملية تطهير الجنوب الليبي تبدو غريبة، خاصة أن عمليات الجيش الليبي هدفت لتطهير المنطقة من العصابات التشادية، التي تسببت في معاناة مئات الآلاف من أهل الجنوب طوال السنوات الماضية، إضافة إلى عمليات التهميش التي عاناها.
توترات غير مسبوقة
وتابع، أن التوترات الحاصلة بشأن الطائرة المدنية يتحملها المجلس الرئاسي، حيث إنه لم يلتزم بتعليمات الحظر التي فرضها الجيش الليبي في الجنوب إثر العمليات الحربية الدائرة هناك.
وشدد على أن البعثة الأممية لا يمكنها عقد المؤتمر "الليبي الليبي"، الذي تحدث عنه غسان سلامة في الوقت الراهن، وأن الأمر يتطلب التوافق من القيادات الليبية أولا على هذا الأمر، وهو ما لن يتم بضغوط أممية، ويمكن إنجاحه من خلال جهود أعضاء المؤتمر الليبي الجامع الخاص بالداخل الليبي "الذي يرأسه العباني".
الجيش يوضح حقيقة اعتراض الطائرة
في تصريح سابق لـ"سبوتنيك"، كشفت خليفة العبيدي، مدير مكتب شعبة الإعلام الحربي في الجيش الليبي، حقيقة قصف طائرة مدنية ليبية كانت تقل جرحى بالمنطقة الشرقية.
وقال العبيدي، إن الطائرة التابعة للخطوط الجوية الليبية من نوع "CRJ" حطت بمهبط حقل "الفيل النفطي"، رغم الحظر المفروض.
وتابع البيان، أن الطائرة أقلعت، اليوم 10 فبراير/ شباط 2018، في نفس الوقت الذي كانت فيه مقاتلات الجيش الليبي في فضاء المنطقة، حيث طلبت من قائد الطائرة التوجه إلى "مطار تمنهنت" بمرافقة مقاتلات سلاح الجو، وهو ما استجاب له القائد.
وأشار البيان إلى أن القائد العام المشير خليفة حفتر، أصدر تعليماته بالسماح للطائرة، ومن على متنها بالمغادرة لطرابلس، وتأمينها في الأجواء.
تصعيد الرئاسي الليبي
في إطار التصعيد من جانب حكومة الوفاق المعترف بها دوليا، قدم مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة، السفير المهدي المجربي، شكوى رسمية من حكومة الوفاق الوطني إلى مجلس الأمن، ضد القيادة العامة للجيش الوطني بالمنطقة الشرقية.
وقال المهدي، في رسالة إلى مجلس الأمن، إن "طائرة حربية تابعة للجيش الوطني نفذت غارة جوية على أحد المهابط بحقل الفيل النفطي، في الوقت الذي كانت فيه طائرة مدنية تابعة للخطوط الليبية تحمل عددا من الجرحى للعلاج في طرابلس".
ونقل المجربي، طلب حكومة الوفاق إلى مجلس الأمن باتخاذ إجراءات عاجلة لوقف مثل هذه الأعمال وبشكل فوري وإلزام كافة الأطراف الليبية بتنفيذ جميع قرارات مجلس الأمن ووقف أي هجوم يعرض مؤسسات الدولة للخطر".
غسان سلامة
يواجه سلامة اتهامات عدة من أطراف في الشرق والغرب، بأنه يعرقل عملية التسوية وإجراء الانتخابات تارة، وانحيازه إلى بعض الأطراف تارة أخرى.
وفي تصريحات إعلامية سابقة له، قال سلامة إن الهجوم على شخصه لا يزعجه، وأن بعثة الأمم المتحدة في ليبيا تعمل بشكل محايد، كما اعتبر أن رهن إجراء الانتخابات بجمع السلاح يكلف سنوات من الانتظار.
وعبر سلامة عن تفاؤله إزاء حل الأزمة الليبية وفق المسار السياسي، خلال العام الحالي، لكنه ربط ذلك بـ"اتفاق الأطراف الفاعلة"، فيما اعتبر أنّ الهجوم الذي طاله جيد ولم يزعجه وكان يتوقعه.
المؤتمر الوطني الجامع
خلال العام الماضي، أوضح سلامة أن المؤتمر الوطني الجامع سيعقد بداية عام 2019 وبالتحديد في يناير/ تشرين الثاني، إلا أن عدم التوافق بين الأطراف الليبية حال دون انعقاد المؤتمر حتى الآن، كما أنه لم يحدد أي موعد لانعقاد الجولة الأولى حتى الآن، خاصة أن عملية الجنوب ألقت بظلالها على المشهد، ويرى بعض الخبراء أنها قد تحول دون انعقاد المؤتمر أو إجراء الانتخابات خلال الأشهر القليلة المقبلة، أو قبل حسم عملية الجنوب.
عملية الجنوب الليبي
أطلق الجيش الليبي في يناير/ تشرين الثاني، عملية تحرير الجنوب الليبي من العصابات التشادية، وأعلنت بعض القبائل عن تأييدها للعمليات، فيما أدان البعض اختراقات وقعت بحث مدنيين هناك، وأكد العميد أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الليبي في تصريحات سابقة، إن القوات المسلحة الليبية ستطهر الجنوب بالكامل، وأنها تعمل على إعادة الأمن والاستقرار للجنوب.
