محلل سياسي سعودي: دول عربية وباكستان يعلمون أن حادث زاهدان مدبر إيرانيا

قال الكاتب والمحلل السياسي السعودي، عبد الله غانم القحطاني، إن الاتهامات الإيرانية للملكة العربية السعودية معتادة وليست مؤثرة، مشيرا إلى أن المسؤلين الإيرانيين يحاولون الهروب من أزماتهم الداخلية، ونقلها إلى مواقع أخرى لتحقيق أهداف سياسية معروفة، واعتبر أن العقلية الإيرانية وسياساتها أصبحت محفوظة داخل الشرق الأوسط.

وأضاف القحطاني، في حديثه مع برنامج "بين السطور" المذاع عبر أثير "راديو سبوتنيك"،: "السعودية تعتقد أن الأعمال الإرهابية التي تشهدها إيران حاليا، مدبرة من قبل الأمن الإيراني نفسه، لتحقيق مصالح خاصة، ورغم ذلك يفشل معهم هذا السيناريو دائما في تحقيق ما يفيد مصالحهم و شعوبهم".

وحول سبب اتهام اللواء جعفري السعودية بدعم الإرهاب داخل بلاده، اعتبر أن مدينة زاهدان الذي وقع فيها الحادث تبعد بحوالي 200 كيلو متر عن حدود باكستان، فضلا عن التحصينات الإيرانية الكبيرة على هذه الحدود، ولا يمكن اختراقها بسهولة، ولو افترض أن الشعب البلوشي هو من قام بهذا العمل ضد الحرس الثوري، فهذا شأن داخلي، والطرح المنطقي هنا يكون عن سبب فشل الأمن الإيراني في منع هذه العمليات.

وعن تزامن تصريحات قائد الحرس الثوري مع زيارة ولي العهد السعودي لإسلام أباد، لفت عبد الله غانم القحطاني إلى أن التقارب السعودي الباكستاني يزعج الإيرانيين، خاصة بسبب تضمن البرنامج االسعودي الجديد زيادة للاستثمارات، في المجالات الاقتصادية والتنموية، فضلا عن توسيع إطار العلاقات الدولية، موضحا أن عددا من الدول العربية وباكستان يعلمون أن حادث زاهدان مدبر إيرانيا، وفق تعبيره.

وذكر القحطاني أن مؤتمر وارسو عقد من أجل التصدي لإيران، خاصة أن التوجه العام في الدول العربية المعتدلة، والولايات المتحدة الأمريكية، يصب في زيادة الضغط على إيران، لكن بعيدا عن الإرهاب والتفجيرات، التي تمارسهم إيران، وحتى بعيدا عن العمليات العسكرية في الوقت الراهن، ولكن من خلال الاقتصاد والسياسية، وذلك أملا في أن تغير الثورة الإيرانية سلوكها، وتتحول من ثورة إلى دولة.

وأكد أن المنطقة العربية بأكملها تتعرض لتدمير ممنهج، إذ أن أي مكان يوجد به الحرس الثوري الإيراني، وثقافته التخربية يدمر تلقائيا — وفق قوله — مطالبا الجميع بالنظر لوضع العراق وسوريا ولبنان واليمن، كونهم مناطق تمركز القوات إيرانية في المنطقة العربية، فضلا عن أن إيران تمارس الإرهاب في السعودية، بإرسال الصواريخ الباليستية من اليمن، وعددوها 210 صاروخ حتى الآن.