وعن هذا الطلب الأمريكي، يقول ضيف برنامج هموم عراقية على أثير راديو "سبوتنيك" المختص في القانون الدولي الدكتور علي التميمي:
"السياسة الأمريكية وخصوصا سياسية الرئيس ترامب، دائما تميل إلى مبدأ الضغط، وليس شن الحروب المباشرة، فهو يصل إلى اهدافه عن طريق التهديد وبالضغط لكي يصل إلى ما يريد، والدليل على ذلك ما حصل في كوريا الشمالية،. وأنا برأيي، فإن مسألة الحرب المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران أمر مستبعد، لكن الحرب ستكون عن طريق الوكلاء أو الإنابة، فلدى إيران نفوذ وأذرع في العراق وسوريا واليمن ولبنان، أما فيما يخص العراق، فإن الفصائل المسلحة الموجودة فيه وهي عراقية بالطبع، تحتاج إلى أن تضع نفسها أمام خيارين، أما الولاء العقائدي أو الولاء الوطني، وهنا ستكون أمام مفترق طرق.
وتابع التميمي، "إذا ما فرضت الولايات المتحدة عقوبات على العراق نتيجة لما يحصل من عدم التزامه بالعقوبات المفروضة على إيران، فذلك سوف يؤثر على الاقتصاد العراقي بشكل كبير، إضافة إلى أن الأموال العراقية المجمدة في الخارج ستقوم بمصادرتها الولايات المتحدة، كذلك الشعب العراقي غير مهيأ نفسيا لهذه الحروب، كونه عانى من ويلاتها في السابق، لذا تحتاج الحكومة العراقية في تنأى بنفسها عن تلك الحرب، وتساعد بنفس الوقت تلك الفصائل في تقديم ولائها الوطني على العقائدي."
وعن إمكانية اندلاع تلك الحرب على الأراضي العراقية، يقول التميمي:
"من المحتمل أن تندلع الحرب بين طهران وواشنطن على الأراضي العراقية، وذلك عبر ضرب المصالح الأمريكية، وعلى هذا الأساس قامت الولايات المتحدة بإجلاء الرعايا، فهي تتخوف من حدوث حالات اختطاف لهم، لكي يتم استخدامهم كأوراق تهديد ضدهم، كما أن الحرب المباشرة مستبعدة بسبب كلفتها الباهظة، فحربها ضد العراق وصلت كلفتها إلى سبعة تريليون دولار، كما أنها ستؤثر على أسعار النفط، إضافة إلى مسألة قرب الانتخاب الأمريكية، وترامب لا يريد أن يجازف ويعلن الحرب، ويضاف إلى كل ذلك هو أن لإيران قوة ضاربة وصواريخ تستطيع إحداث أثرها في تلك الحرب فيما لو حصلت."
وأضاف التميمي، "أنا أعتقد أن المواجهة سوف لن تعدو عن صاروخ هنا وصاروخ هناك، لكن لن نشهد فيها جيوش، بل حتى إيران سوف لن تجازف في ضرب السفن في مضيق هرمز، لأن ذلك سيحول الحرب إلى حرب عالمية، وربما تريد الولايات المتحدة جر إيران إلى هذا الموضوع."
إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون