ويرى مراقبون أن الخطوة الإماراتية تأتي تتويجا لخطوات سابقة وتبادل زيارات لوفود ورجال أعمال وافتتاح السفارة الإماراتية في دمشق عام 2018، لكن هل تلك الخطوة تحظى بإجماع عربي أم أنها وفق رؤى ومصالح منفردة للإمارات؟
قال ماهر موقع عضو مجلس الشعب السوري، لا شك أن اتصال ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد مع الرئيس بشار الأسد، في ظل الظروف التي تعيشها البشرية يمثل حالة إيجابية في ظل الحرب المعلنة على وباء كورونا المستجد.
وأضاف عضو مجلس الشعب لـ"سبوتنيك"، لا يعد هذا الاتصال مفاجئ، فقد سبقته خطوات، حيث تم فتح السفارة الإماراتية في دمشق 2018، علاوة على أنه كانت هناك زيارات متبادلة بين وفود سورية وإماراتية وتعاون بينهم وبين رجال الأعمال الإماراتيين.
وتابع موقع، هذا الاتصال من ولي عهد أبو ظبي يأتي في ظل تضافر البشرية جمعاء ووقوفها في وجه هذا الوباء بغض النظر عن الخلافات السياسية والمناطقية والجغرافية هذا في جانب، أما الجانب الآخر فيعزز الرؤية السورية في ضرورة إعادة العلاقات العربية إلى سابق عهدها، خاصة وأن الأمة العربية الآن تواجه تحديات مصيرية في ظل التكالب الصهيو أمريكي على المنطقة والعالم ومحاولة تصفية القضية الفلسطينية.
وأشار عضو مجلس الشعب إلى أن تلك المحادثة تؤكد على أهمية دور سوريا وعلى ألا تترك في ظل هذه المواجهة الشرسة التي تجري منذ أكثر من 9 سنوات في محاربة الإرهاب والقوى المتطرفة التي لا تشكل خطرا على سوريا فحسب وإنما على العالم.
وأكد موقع على أن هذا التواصل سوف يؤدي إلى تحريك الأموال السورية المجمدة لدى البنوك الإماراتية والتي يمكنها المساهمة في تخفيف الأوضاع الحالية.
من جانبه قال الدكتور سعد بن عمر رئيس مركز القرن بالرياض، يعلق الكثيرين على أن ما تقوم به الإمارات هو باتفاق ضمني مع حليفتها الكبرى المملكة العربية السعودية، لكن في الواقع، الإمارات دولة مستقلة ذات سيادة لها مصالحها ورؤيتها الخاصة في العلاقات العربية سواء السورية – الإماراتية أو غير ذلك.
وأضاف رئيس مركز القرن لـ"سبوتنيك"، ومن وجهة نظري الشخصية أن ما تقوم به الإمارات أو أي دولة عربية في سبيل تعزيز العلاقات العربية-العربية هو بالتأكيد يصب في المصلحة العربية سواء بإيعاز أو برضا من المملكة أو بخطوة منفردة من الإمارات، سوريا الآن بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى العودة إلى العلاقات العربية-العربية بعد التجربة المريرة في استدعاء القوات الإيرانية والحرب الأهلية التي مر عليها أكثر من 7 سنوات الآن، اعتقد أن السوريين تأكدوا الآن أن ظهرهم العربي أقوى من أي ظهر آخر.
وقالت وكالة الأنباء السورية "سانا" إن "حديثا هاتفيا جرى بين الرئيس الأسد وولي عهد أبو ظبي الجمعة الماضية بحثا خلاله تداعيات تفشي فيروس كورونا، وأكد بن زايد للأسد دعم الإمارات للشعبي السوري خلال هذه الظروف الاستثنائية".
وعلّق بن زايد على الأمر عبر صفحته في تويتر قائلاً "لقد ناقشت مع الرئيس السوري تداعيات انتشار فيروس كورونا، وأكدت له دعم الإمارات ومساعدتها الشعب السوري".