وحضر المؤتمر عن الجانب السوري كلاً من وزير الإدارة المحلية والبيئة حسين مخلوف، ومعاون وزير الخارجية والمغتربين أيمن سوسان، ومدير الإدارة السياسية في الجيش السوري اللواء حسن سليمان.
وأكد الجانبان السوري والروسي خلال المؤتمر الذي عقد في نادي الضباط وسط دمشق، على ضرورة التعاون في تعزيز المصالحات المحلية، والتعاطي مع أي جهود ومبادرات جادة، مشيرين إلى أنها الأسس الكفيلة بعودة الأمن والاستقرار إلى سوريا، وفي مقدمتها عودة اللاجئين إلى المناطق التي حررها الجيش، وأهمية مواصلة الحكومة السورية بذل كل الجهود لضمان العيش الكريم للاجئين الراغبين بالعودة.
رئيس مركز المصالحة الروسي أكد خلال تصريح لـ "سبوتنيك"، أنه "خلال هذا العام، قام مركز المصالحة بين الأطراف المتحاربة بعمل رائع. يرجع ذلك، أولا، إلى حقيقة أنه كان من الممكن تحقيق الامتثال لمتطلبات مذكرة التفاهم، فقد تم وضع عدد من الوظائف التي تم إنشاؤها من الجانب التركي بالمخالفة لهذه المذكرة على مسافة محددة على الطريق السريع "أم -4"، وتمكنا من تحقيق مرافقة آمنة للنقل والأشخاص".
وأضاف "وبالطبع ما يتم تنظيمه في المحافظات الجنوبية من معالجة لوضع المواطنين، هذا المشروع يدعمه السكان بنشاط كبير، حيث أن المواطن الذي يجتاز اللجنة يحصل على الفور على شهادة من القاضي العسكري، أي أنه يثبت براءته ونظافة سجلاته قبل إزالة الدولة له من جميع قوائم البحث، وهذا يمكنه من متابعة حياته بشكل سليم وطبيعي".
وتابع "ينظم مركز المصالحة بين الطرفين عملين أو ثلاثة أعمال إنسانية كل شهر في كل محافظة في سوريا، حيث نقوم بمساعدة الأسر الفقيرة والأيتام في البلاد، الذين فقدوا معيليهم حيث تقدم روسيا المساهمة الأساسية في الخطة الإنسانية لسوريا والمقدرة بنحو 4 إلى 6 أطنان من المساعدات في السنة".
بدوره معاون وزير الخارجية السوري، أيمن سوسان، جدد عبر "سبوتنيك" دعوته السوريين في خارج البلاد بالعودة إلى سوريا قائلاً: "الوطن بانتظاركم، وفي سوريا أنتم أسياد أنفسكم".
وتابع سوسان: "المواطن السوري ليس بحاجة لدعوة كي يعود إلى وطنه.. أبواب بلده مفتوحة أمامه"، مشيراً إلى أن الحكومة السورية لن تدخر أي جهد لتقديم كافة أشكال المساعدات لتمكين اللاجئين من العيش بشكل لائق في مدنهم وقراهم التي حررها الجيش من الجماعات المسلحة.
ويوم أمس، جددت سوريا دعوة مواطنيها للعودة إلى البلاد عقب قيام بعض اللبنانيين بإضرام النيران في مخيم للاجئين السوريين في مدينة طرابلس شمال لبنان.
وعبر مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين السورية عن "الأسف الشديد للحريق الذي تعرض له مخيم اللاجئين السوريين في بحنين قضاء المنية ما أدى إلى ترويع المقيمين فيه وحرمان عدد منهم من المأوى"، مضيفا بأن "سورية تهيب بالقضاء اللبناني المختص والأجهزة اللبنانية المعنية تحمل مسؤولياتها في معالجة هذا الحادث وتأمين الحماية والرعاية للمهجرين السوريين".
واختتم في الثاني عشر من شهر تشرين الثاني الماضي، المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم الذي نظمته دمشق بدعمٍ روسي، حيث شدد المؤتمر في توصياته على ضرورة المساعدة في العودة الآمنة والطوعية للاجئين، وإعادة تأهيل البنى التحتية ومساعدة سوريا لتنفيذ مشاريع إعادة الإعمار السريعة، فيما قال المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرينتيف إن "المؤتمر سيسهم بعودة المهجرين من لبنان"، حيث أكد خلال لقاء جمعه بوزير الشؤون الاجتماعية اللبناني رمزي مشرفيه، أن المؤتمر سوف يعطي زخما ويساعد على عودة المهجرين من لبنان، كما أشار إلى أن سوريا مستعدة لتقديم المساعدة للبنان في مجال إعادة المهجرين.
