المرحلة الثالثة
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، المرحلة الثالثة من الخطة الأمريكية للسيطرة على العالم تتمثل في السيطرة على أطراف أو سواحل العالم، وبالفعل المرحلة الثالثة الأمريكية بدأت تطبق على الأرض بفعل تنظيم داعش "المحظور في روسيا"، بالانتقال عبر تسهيلات استخباراتية أمريكية، والتي تقوم بنقل عناصر التنظيم إلى سواحل أفريقيا، وقد انتقلت العديد من قيادات التنظيم من سوريا والعراق بالفعل إلى سواحل ليبيا، حيث يعتبرون ليبيا الممر إلى دول أخرى في أفريقيا.
وتابع خبير التنظيمات المسلحة، أن الغاية من غرس التنظيم في القارة السمراء، هو منع أفريقيا من أن يكون لها حضور اقتصادي أو أي نشاط سياسي فاعل على مستوى العالم، وبالتالي عندما يوجد داعش يكون الاستثمار الأمريكي وتحقيق المصالح، وبالتالي فإن كل تحركات التنظيم تخدم في الأساس المشروع الأمريكي ثم المشروع الإسرائيلي في تلك المناطق.
إمكانية النجاح
وتعليقا على مدى قدرة التنظيم على تحقيق نجاحات في أفريقيا كما حدث في سوريا والعراق قال شعيب، النجاحات متوقعة ولعل البعض يراها ضعيفة، لكنها موضوعية وحقيقية، أولى تلك النجاحات هو محاولة استعطاف وكسب تأييد كل أولئك الذين يتابعون هذا التنظيم بدهشة أو من يملكون أيديولوجيا دينية، وبالتالي تحريك العواطف الدينية وإعادة تجييش وتجميع قوى بشرية جديدة تقاتل في صفوف التنظيم، وبالتالي يمكن أن ينجح التنظيم مجددا في أفريقيا.
حسم عسكري
وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، أكد النايل أن التحالف والجيش العراقي ظنوا أن الخطوة العسكرية ستنهي جميع عناصر "داعش"، وبالتالي ما جرى ليس انتصارا للتحالف على "داعش" إنما حسم عسكري فقط، مما دفع داعش للانسحاب مع أسلحته لمناطق معقدة عسكريا حيث لا تستطيع الطائرات المسيرة أو المروحيات العسكرية والطائرات الحربية تعقبهم وتحديد أماكنهم، فضلا عن أن الجيوش البرية التي اعتمدت عليها أمريكا، هي مجرد جموع بشرية غير مدربة، استخدمتها كبديل لجيشيها حتى لا تتكبد خسائر بشرية وتكلفتها المالية قليلة.
إدارة التوحش
وتابع، لذا فإن تنظيم الدولة "داعش" موجود في سوريا والعراق وقد طور من إمكانياته العسكرية ونقل عدد من جنوده إلى أفريقيا لتأسيس عدة جبهات فيما يسمى "إدارة التوحش" التي يستخدمها، وفي ذات الوقت يشتت جهود التحالف الدولي الذي أصبح اليوم مفكك ويعاني من عدم وجود داعم مالي يدفع تكاليف الحرب على التنظيم، ولاسيما بعد جائحة كورونا والتدهور الاقتصادي العالمي، وانشغال العالم في ملفات كبيرة كالنووي الإيراني والانكماش الاقتصادي الأمريكي، فضلا أن أوضاع أمريكا الداخلية والتي بدأت بالتصدع، والتي توحي بأن أماكن جديدة سوف يظهر بها التنظيم.
مزيد من الدماء
وأكد النايل، بعد الانسحاب الأمريكي من بعض الدول الأفريقية، ربما نشهد اتفاقات كما حدثت مع طالبان في افغانستان وهذا سيترك الأنظمة المتحالفة مع أمريكا في وجه العاصفة، كما أن جبهة أفغانستان والدول المحيطة بإيران لن تكون هادئة إذا ظهرت تنظيمات أخرى مسلحة، مما يؤكد أن الشرق الأوسط مقبل على حفلة جنونية من الدماء والصراعات المسلحة بعد الاتفاق الصيني الإيراني والذي مكن الصين من التواجد في الشرق الأوسط دون أن تخسر جنودا أو حربا، بعد أن قدمت لها ايران مليشيات متطرفة أيضا تتعاون معها وتنفذ لها طريق الحرير.
وأشار المحلل السياسي إلى أن أمريكا تنسحب من المنطقة، لكن لن تتخلى عنها بسهولة، لأنها تفكر في مواجهة الصين وصعودها الاقتصادي، مما سيدفعها لاستخدام جميع الأوراق في المواجهة الباردة في الوقت الحالي.
حذر تقرير أعده معهد دراسات الحرب (ISW) في نهاية العام قبل الماضي، وهو مؤسسة أبحاث غير حكومية مقرها واشنطن، بعنوان "عودة داعش الثانية: تقييم تمرد داعش المقبل"، من أن التنظيم الإرهابي (المحظور في روسيا ودول أخرى) لم يهزم ويستعد للعودة مجددًا وعلى نحو "أشد خطورة" في كل من العراق وسوريا ومناطق أخرى .