وذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" نقلا عن مصادر خاصة أن "لقاء ماكرون بعون كان لتمرير رسالة واضحة للطبقة الحاكمة والمنظومة السياسية بأن المؤسسة العسكرية لا تشبه جميع هؤلاء وتؤدي مهامها كما يجب، وبالتالي فهي لا تتحمل مسؤولية العراقيل التي تمنع تشكيل حكومة مهمة وتمعن في تعطيل المبادرة الفرنسية لإنقاذ لبنان لأن من دون تشكيلها مدعومة ببرنامج إصلاحي لا يمكن الحصول على مساعدات دولية تدفع باتجاه انتشال البلاد من الهاوية التي هي فيها الآن".
وأوضح المصدر أن "باريس تعاملت مع استقباله من زاوية تجنيب لبنان من تجرع الكأس المرة التي شرب منها العراق مع سقوط نظام الرئيس صدام حسين وقرار الحاكم الأمريكي بول بريمر حل الجيش العراقي، ما قاد إلى انهيار مؤسسات العراق وقدم خدمة لإيران أتاحت لها السيطرة عليه من دون أن تنجح في إعادة تجميعه لأنها أصرت على التعامل معه وكأنه محافظة ملحقة بالنفوذ الإيراني".
ورأى المصدر السياسي أن "دعم باريس للمؤسسة العسكرية ما هو إلا خطوة استباقية لمنع لبنان من السقوط في الانهيار الشامل على الطريقة العراقية التي ارتكبها بريمر"، معتبرا ان "دعوة ماكرون لعقد مؤتمر دولي لتمكين لبنان من البقاء على أهبة الاستعداد لإعادة تركيبه بإنتاج سلطة سياسية جديدة، كما سعى وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان في اجتماعه في زيارته الأخيرة بأحزاب المعارضة وبممثلين عن المجتمع المدني ودعوتهم للاستعداد لخوض الانتخابات النيابية المقبلة كممر إلزامي للتغيير".