الزيارات المتبادلة بين الجزائر وتونس تاريخية واستقرار البلدين مصلحة استراتيجية

تبنى الرئيسان التونسي قيس سعيد ونظيره الجزائري عبد المجيد تبون بيانا مشتركا باسم "إعلان قرطاج"، ينص على تدعيم التكامل الاستراتيجي والشراكة بين البلدين.

يقول الخبير في الشأن التونسي نزار الجليدي لبرنامج "حول العالم" بهذا الشأن:

في الواقع مسألة الزيارات المتبادلة بين تونس والجزائر ليست جديدة، فكل رئيس يتم تعيينه تكون أول الزيارات له إلى تونس، وتاريخيا، كل الرؤوساء الذين مروا على تونس، زاروا الجزائر في أول الزيارات لهم، وكذلك الحال مع كل رئيس حكومة يعين في تونس، يزور الجزائر مباشرة، وذلك لعدة اعتبارات أولها تاريخية وثانيها اقتصادية اجتماعية وثالثها أمنية، خاصة باعتبار أن البلدين متجاورين بينهما حدود تمتد لأكثر من ألف كيلو متر، ويربط بينهما تاريخ مشترك.

ويرى الجليدي أن هذه الزيارة بالذات، تأتي في إطار خاص جدا، أولا في ظل ما تشهده المنطقة، وخاصة منطقة المغرب العربي، والحدود الجزائرية التونسية مهمة جدا في مكافحة الإرهاب، بالإضافة للقضية الليبية التي لها أهمية كبرى في هذه الزيارة.

ويضيف الجليدي قائلا:

ثانيا جاءت هذه الزيارة بيوم واحد قبل ثورة 17 ديسمبر، التاريخ الجديد للثورة التونسية، الذي حدده الرئيس قيس سعيد حسب مقاييسه، وهي مهمة جدا، ثالثا جاءت قبل الانتخابات الليبية المزمعة في 24 ديسمبر، ولكن من شبه المستحيل أن تكون هذه الانتخابات، بما معناه علاوة على 27 اتفاقية التي تم الاتفاق عليها وكتابتها، فالآن هناك عمل مشترك خاصة في الموضوع الليبي وهو الأهم.

بدوره يقول أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية اسماعيل دبش، في حديث لبرنامجنا:

تعتبر زيارة الرئيس الجزائر مهمة جدا بالنسبة لتونس، لأن هذا يعتبر دعما عسكريا لقيس سعيد، خاصة وأنها أتت مباشرة بعد حسم الموقف، بأنه سوف يتجه إلى انتخابات واستفتاء دستوري ويجمد البرلمان حتى ينتخب من جديد، ومباشرة يأتي أول رئيس يزور قيس بعد هذا الخطاب، بمعنى أن هذا يعتبر تزكية للرئيس قيس سعيد.

ويشير دبش إلى أن الجزائر وتونس الآن متطابقتان في الموقف حول رفض التدخل الأجنبي في ليبيا، وبالتالي نجد أن التطابق في المواقف أصبح أساسيا في العلاقات الجزائرية التونسية، طبعا الجزائر تهتم بأمن واستقرار تونس أمنيا وسياسيا، أولا أمنيا بحكم أن أي خلل إرهابي أو أزمة داخل تونس تنعكس خطرا على الجزائر، لأن للجزائر وتونس حدود مشتركة تصل إلى 965 كلم.