بعد دعوة الأردن للمساهمين بالمشاركة... هل يحل مشروع الناقل الوطني أزمة العجز المائي في الأردن؟

في ظل وضع مائي حرج، وقلة مصادر المياه بشكل لافت، وأزمة تهدد ملايين السكان بدأت الأردن في المضي قدمًا لتنفيذ مشروع الناقل الوطني، (العقبة- عمان لتحلية ونقل المياه).

وقال وزير المياه والري في الأردن، محمد النجار خلال اجتماع لجنة الزراعة النيابية إن الهدف من مشروع الناقل الوطني هو التزويد المستمر، والمساعدة في تخفيض الفاقد وتقليل فاتورة الكهرباء.

وأكد الوزير أنه سيتم عقد اجتماع نهاية الشهر الحالي مع الممولين لمشروع الناقل الوطني، واجتماع آخر مع البنوك الدولية التي تمنح قروضا ميسرة لتمويل مشروع الناقل الوطني لتكون كلفة المتر المكعب في متناول الحكومة.

وأكد مراقبون أن مشروع الناقل الوطني بات ضرورة ملحة، حيث يعد مشروعًا وطنيًا بامتياز ويقلل عجز المياه في الأردن، ويؤمن حاجة المملكة من الشرب بشكل مستدام.

تمويل المشروع

ودعا وزير التخطيط والتعاون الدولي الأردني ناصر الشريدة أمس الأربعاء، الدول المانحة والبنوك والمؤسسات التمويلية الدولية إلى المساهمة الفاعلة في توفير الدعم المالي المقدر بـ 2.5 مليار دولار اللازم لمشروع الناقل الوطني للمياه.

وبحسب مواقع محلية أردنية، أكد الشريدة، خلال اجتماع تنسيقي مع عدد من سفراء وممثلى دول الاتحاد الأوروبي ودول مانحة مثل بريطانيا وكندا واليابان والولايات المتحدة، الأهمية الاستراتيجية للمشروع بالنسبة للمملكة، والذي سينفذ بالكامل على الأراضي الأردنية، وخاصة من حيث توفيره لمياه محلاة كافية وبشكل مستدام تقدر بحوالي 300 مليون متر مكعب سنوياً لتغطية الاحتياجات المائية لمختلف محافظات المملكة.

وشدد الشريدة على الواقع المائي في المملكة والتحديات التي تواجه القطاع في المرحلة الحالية نتيجة عدة عوامل أهمها أزمة اللجوء السوري وتحديات التغير المناخي والاحتياجات القطاعية والزيادة السكانية، كما استعرض الإطار الزمني لسير العمل بتحضيرات هذا المشروع.

حل مستدام

قال النائب محمد العلاقمة، عضو لجنة الزراعة والمياه في مجلس النواب الأردني، أن المملكة من أفقر دول العالم في المياه، وأن النمو السكاني الحاصل بالإضافة لاستقبال ما يقارب من 200 ألف سوري، بجانب الآلاف من الدول العربية، واحتياجات الزراعة والصناعة، بجانب تغير المناخ على مستوى العالم والوطن العربي، زاد من الطلب على المياه في ظل وضع مائي حرج جدا للأردن.

وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، حاول الأردن إيجاد حلول للأزمة من خلال البحر الأحمر ومشروع الناقل الوطني لتحلية مياه العقبة عمان لتزويد المياه بما يقارب من الـ 300 مليون متر مكعب سنويًا، وهو ما يساهم في التخفيف من العجز الحاصل في المياه والذي يقدر بـ 500 إلى 600 مليون متر مكعب سنويًا.

ويرى العلاقمة أن مشروع الناقل الوطني مهم جدًا للأردن، وأحد الخيارات الموجودة والحلول المستدامة لتزويد المملكة من المياه، مؤكدًا أنه سيساهم في تقليل العجز الحاصل في المياه، داعيًا الدول المانحة بسرعة إنجاز المشروع والذي سيكلف ما يقدر بـ 2.5 مليون دولار.

استقلالية مطلقة

من جانبها اعتبرت الدكتورة غيداء العبداللات، الباحثة الأردنية في مجال المياه والبيئة أن التقدم في مشروع الناقل الوطني للمياه يعني الاستقلالية المطلقة لمصادر المياه التي بحاجة لها الأردن، وبذلك الغناء والسيادة على أهم عنصر للحياة في الأردن وهي المياه.

وبحسب حديثها لـ "سبوتنيك"، هذا ما كان يدعو له خبراء المياه والشعب بعد الإعلان عن اتفاق النوايا لتبادل المياه مع إسرائيل، فكيف يمكن وضع رقبة الشعب الأردني تحت رحمة إسرائيل، ولا يوجد أي ضمانة للحصول على المياه، وتابعت:

"مهما كانت تكلفة المشروع على الأردن إلا أنها تستحق أن يباشر العمل في المشروع لضمان الحق في المياه للجميع وإحياء للمياه الجوفية المتبقية في المملكة، إضافة إلى التأثير الاجتماعي والاقتصادي".

وأشارت إلى أن هذا المشروع يفتح الكثير من فرص العمل للشباب والأردنيين ككل منذ البداية حتى التنفيذ وبذلك إنعاش وتنشيط لفرص العمل والاستثمار في الأردن، وضمان الاستقرار الاجتماعي بين المواطنين وتخفيف الضغط المتواصل من هم المواطن للحصول على المياه ومراقبة أيام الضخ نتيجة الحصول وتأمين مصدر دائم للمياه.

وأوضحت أن المشروع الوطني يخدم كل من يعيش على الأراضي الأردنية، وسيكون بمثابة الانعاش لمصادر المياه والبيئة المحيطة.

ضرورة ملحة

بدوره اعتبر المحلل السياسي وعضو مجلس النواب الأردني السابق، الدكتور نضال الطعاني، أن المشروع يأتي ضمن الجدل المثار حول محدودية مصادر المياه في الأردن، وارتفاع عدد السكان وتزايده بشكل ملحوظ، وضمن الحاجة إلى المياه لعدة احتياجات منها الشرب والزراعة والصناعة، إضافة إلى قلة الأمطار نتيجة التغيرات المناخية والحاجة الماسة للمياه خلال السنوات العشر القادمة.

وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، مشروع الناقل الوطني للمياه أصبح ضرورة ملحة ويعتبر ناقلا وطنيًا بامتياز، وهو الحل الأكثر شمولية للشح المائي، حيث يلبي الحاجات الأساسية لمياه الشرب في المدن الأردنية، كما أنه يلبي طموح كل الأردنيين بالحصول على المياه في أي وقت.

وتابع: "المشروع وطني بامتياز ونتمنى من كل الأردنيين المساهمة في إنجاح هذا الناقل ماديًا ومعنويًا كما نطالب الشركات الأردنية والعربية والأجنبية المساهمة بسرعة دعم المشروع لإنجازه في أسرع وقت ممكن".

ويعمل الأردن حاليا على تنفيذ المشروع الاستراتيجي المائي "الناقل الوطني" لتحلية مياه البحر الأحمر في العقبة، لمواجهة التحديات الخطيرة التي تواجه السكان نتيجة شح المياه.