ارتباك خلف الكواليس في ليبيا حول خارطة الطريق

صراع وتنافس خلف الكواليس في المشهد الليبي في الوقت الراهن حول تشكيلة الحكومة الجديدة في البلاد.

ومع تعدد الأسماء والقوائم التي يجب أن يصوت عليها البرلمان لتولي المرحلة المقبلة، يترقب الشارع الليبي جلسة البرلمان غدا الاثنين، والقرارات التي تصدر عنها بشأن خارطة الطريق.

الانقسام في المشهد السياسي متعدد، منه ما هو على الأسماء المرشحة لرئاسة الحكومة، ومنه ما هو حول خارطة الطريق بشأن تقديم الانتخابات أو الاستفتاء على مشروع الدستور.

سيناريوهات مرتقبة

رغم تأكيد المصادر أن السيناريو الأقرب هو تشكيل الحكومة، إلا أن البعض يرى أن هذا الأمر قد يواجه برفض تسليم من الحكومة الحالية التي اتخذت خطوة يعتبرها بعض النواب تصعيدا، حيث أوقفت مرتبات بعض العسكريين وحرس المنشآت، الأمر الذي يثير مخاوف من احتمالية تكرار سيناريو إغلاق حقول النفط.

من ناحيته قال طلال الميهوب رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بليبيا، إن القرارات المرتقب أن تخرج بها جلسة البرلمان تتوقف على تقرير لجنة خارطة الطريق التي شكلها البرلمان في وقت سابق.

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أنه حتى الآن لم يتبين ما إن كانت الخارطة جاهزة للمناقشة خلال الجلسة من عدمه، حيث إنه من المقرر النظر في الأمر.

وفيما يتعلق بإيقاف مرتبات العسكريين وحرس المنشآت النفطية، أوضح أن هذه الخطوة تبقي كل السيناريوهات مفتوحة، وقد تتسبب في مسارات غير مرغوب فيها.

إغلاق الحقول غير وارد

في المقابل قال سعد بن شرادة عضو المجلس الأعلى للدولة بليبيا، إن الظروف الراهنة لا يمكن معها إغلاق حقول النفط مجددا.

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن تعمد رئيس الحكومة إغلاق مرتبات العسكريين في الشرق الليبي، يربك المشهد بدرجة كبيرة.

وأوضح أن قرار الدبيبة متعمد، وأن استمرار الوضع الحالي يمكن أن يدفع باتجاهات أخرى.

ويرى أن المشهد أصبح في حاجة لحكومة وحدة وطنية حقيقية يمكنها حل الإشكاليات الحالية، خاصة أنه من غير المقبول المساومة على الرواتب التي تصرف من الخزانة العامة للدولة.

وضمن الأسماء التي تداولت لتولي رئاسة الحكومة جاء فتحي باشاغا وزير الداخلية السابق، حيث تم تداول قائمة تضم بعض الأسماء على رأسها باشاغا، نفاها أحد الذين جاء اسمه ضمن القائمة في حديثه لـ"سبوتنيك".

وتسعى مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة ستيفاني وليامز لإجراء الانتخابات منتصف العام الجاري، في حين استبعد بعض النواب الخطوة، في ظل التعقيدات المتعددة على الساحة.

وأكد أحد المشاركين في النقاشات التي تجرى في الوقت الراهن أن مهمة تشكيل حكومة جديدة تواجه العديد من العراقيل على رأسها رفض الدبيبة تسليم السلطة لحكومة جديدة ما لم تتم الانتخابات.

انقسام حول خارطة الطريق

وأكد المصدر في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن هناك انقسامات في الوقت الراهن بين بعض الكتل داخل البرلمان وكذلك الغرب الليبي، خاصة بين باشاغا وعارف النايض.

وفي وقت سابق، أعلن الجيش الوطني الليبي التابع للقيادة العامة بقيادة القائد العام المكلف الفريق عبد الرازق الناظوري، إغلاق المنافذ الحدودية مع السودان وتشاد حتى إشعار آخر.

وقالت كتيبة "سُبل السلام" التابعة للقيادة العامة للجيش الليبي بمدينة الكفرة، في بيان، صحفي عبر صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك إنها: "أغلقت المنفذ الحدودي مع دولتي السودان وتشاد حتى إشعار آخر"، محذرة "جميع سائقي المركبات والشاحنات الالتزام حفاظا على سلامتهم في الوقت الحالي".

وسادت حالة من الغموض حول مصير العملية السياسية في البلاد، إذ كان من المفترض أن تجرى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ليبيا في 24 ديسمبر/كانون الأول 2021، وفق الخطة التي ترعاها الأمم المتحدة وتحظى بدعم دولي؛ لكن المفوضية العليا للانتخابات اقترحت تأجيلها إلى 24 يناير/ كانون الثاني الجاري موعدا جديدا للانتخابات.