قمة أفريقية أوروبية في بروكسل اليوم على وقع أزمات الطاقة والمناخ واللقاحات

تنطلق اليوم الخميس، من العاصمة البلجيكية بروكسل فعاليات الدورة السادسة لقمة المشاركة الأفريقية الأوروبية، بحضور قادة دول الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي، في وقت تواجه فيه القارتين العديد من التحديات والأزمات، خاصة أزمات الطاقة، والتغيرات المناخية وضمان إيصال اللقاحات إلى القارة الأفريقية.

القاهرة - سبوتنيك. وتنعقد هذه القمة تحت شعار "أفريقيا وأوروبا قارتان برؤية مشتركة حتى 2030"، ومن المقرر أن تستمر فعالياتها لمدة يومين، ويشارك فيها نحو 50 من قادة أوروبا وأفريقيا، ويستضيفها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مقر الاتحاد الأوروبي.

وتناقش القمة، عدة قضايا، أبرزها النظم الصحية وتمويل إنتاج اللقاحات، وقضايا الهجرة، والتحديات الأمنية، وقضايا تغير المناخ، إلى جانب القضايا التنموية وقضايا التعليم والثقافة والتنمية المستدامة.

وبحسب الاتحاد الأوروبي، فإنه "من المتوقع من القادة الذين سيحضرون القمة أن يناقشوا كيفية تحقيق المزيد من الرخاء للقارتين، بهدف إطلاق حزمة طموحة من الاستثمارات بين القارتين، تأخذ في الاعتبارات التحديات العالمية مثل التغير المناخي والأزمات الصحية، إلى جانب مناقشة الأدوات والحلول لتعزيز الأمن والاستقرار في القارتين".

إلى جانب ذلك، تضاعف التطورات على الساحة السياسية من أهمية هذه القمة، خاصة تلك التطورات المتعلقة بالتوتر بين روسيا وأوكرانيا، حيث يقول رئيس وحدة العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أحمد قنديل لوكالة "سبوتنيك"، إن "توقيت القمة هذا العام يأتي في ظل تطورات خطيرة على مستوى الأمن الأوروبي خاصة في ظل استمرار الأزمة الأوكرانية وعدم وجود حل دبلوماسي في الأفق حتى الآن".

ويضيف: "بالطبع من المتوقع مناقشة قضايا التغيرات المناخية وستزداد أهمية هذه القمة في ظل أزمة الطاقة التي يعاني منها معظم دول الاتحاد الأوروبي وربما تكون أفريقيا أحد البدائل التي يمكن أن تحل محل إمدادات الطاقة الروسية إذا ما تم فرض عقوبات على موسكو في الفترة المقبلة".

وحول إمكانية تحقيق ذلك على المدى القريب، يقول قنديل: "هناك إمكانيات كبيرة لدى بعض الدول الأفريقية في مجال الطاقة، مثل مصر ونيجيريا والجزائر، لكن من الناحية الفنية قد لا تتمكن بعض الدول من تصدير الطاقة إلى أوروبا على المدى القصير، لكن هذا يتوقف على طبيعة كل دولة. كل دولة تختلف من حيث القدرة على تصدير هذه الطاقة".

إلى جانب أزمة الطاقة، يتوقع قنديل أن تحظى قضية التغيرات المناخية على جانب مهم من النقاشات المشتركة بين القادة الأوروبيين والأفارقة، حيث يقول إن "تنظيم مصر لقمة المناخ هذا العام ومصر تعبر عن رؤية الدول الأفريقية ومطالبة الدول الغنية بتنفيذ التزاماتها التي تنص عليها اتفاقية باريس لمواجهة التغيرات المناخية، ومسألة الـ100 مليار حتى الآن لم يتم تنفيذ هذه التعهدات بشكل كامل"، مؤكدا أن "هذه القمة سوف تلقى الضوء أو تدفع الدول الأوروبية على الاهتمام بهذا المجال ومواجهة التغيرات المستقبلية الخاصة بتغير المناخ".

إلى جانب ذلك، يتوقع قنديل أن تناقش القمة أيضا مساعدة الدول الأفريقية على الحصول على اللقاحات، حيث يقول إن "الاتحاد الأوروبي يجب أن يعلب دورا في تسهيل وصول اللقاحات والتوزيع العادل لها، خاصة في الدول الأفريقية التي تعتبر من الأقل في الحصول على اللقاحات، ونحن رأينا تحور مثل أوميكرون يمكن أن يؤدي إلى تداعيات سلبية كبيرة على الاقتصاد العالمي".

في السياق ذاته، يؤكد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير محمد حجازي أن الدورة السادسة لقمة المشاركة الأوروبية الأفريقية، تأتي في وقت تواجه القارة الأفريقية والأوروبية العديد من التحديات التنموية والسياسية والصحية، كذلك تزايد خطر قضايا تغير المناخ، ويقول "تسعى هذه الدورة إلى العمل من أجل توحيد الرؤى بين القارة الأفريقية والقارة الأوروبية".

ويضيف حجازي: "الاتحاد الأوروبي شريك أصيل للاتحاد الأفريقي في كافة قضايا السلم والأمن والتحديات السياسية والصحية التي تواجهها القارة، وبالفعل تأتي هذه القمة لبحث عدد من القضايا والموضوعات التي تهم القارة الأفريقية، من أجل إدماج أولا الاقتصاد الأفريقي في الاقتصاد العالمي لا بد من بذل جهود ومساندة أوروبية، ودعم خطط التنمية في القارة من أجل مساعدتها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة".

وقال: "كذلك قضايا دعم الاستثمار ستكون على أولوية هذه القمة والتي تسعى لتحديد استثمار أوروبي ضخم في القارة الأفريقية بالإضافة لقضايا نقل التكنولوجيا والاعتماد المتبادل على الطاقة المتجددة، وأفريقيا قارة واعدة في هذا المجال".

وتابع: "ستكون قضايا المناخ واحدة من أهم القضايا على طاولة القمة الأفريقية الأوروبية في بروكسل"، بالإضافة إلى قضية التعامل مع جائحة كورونا، "فالوضع الصحي في القارة يحتاج تبادل الخبرات والتقنيات والأمصال وتوطين صناعة اللقاحات في القارة".

يذكر أن القمم الأفريقية الأوروبية تنعقد بشكل تناوبي بين القارتين، ومن المفترض أن تنعقد كل ثلاث سنوات، لكن القمم الأوروبية الأفريقية السابقة لم تنعقد بشكل دوري، بل كانت تنعقد بناء على دعوة أحد الرؤساء، وعقدت القمة الأولى في القاهرة عام 2000، حيث تم خلالها وضع آليات عمل للمشاركة بين الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي، ثم عقدت القمة الثانية في البرتغال عام 2007، والثالثة في ليبيا عام 2010، أما القمة الرابعة فعقدت في بروكسل في عام 2014، وعقدت القمة الخامسة في كوت ديفوار في عام 2017.

وبجانب عدد كبير من القادة الأفارقة والأوروبيين، أشار الناطق باسم المفوضية الأوروبية للشؤون الخارجية، بيتر ستانو، إلى حضور جبهة البوليساريو للقمة، موضحا أن دعوة الجبهة التي تطالب باستقلال الصحراء الغربية عن المغرب، جاءت من الاتحاد الأفريقي.

وأوضح ستانو خلال إفادة إعلامية أمس الأربعاء: "أفريقيا هي المسؤولة عن توجيه دعوة لزعيم جبهة البوليساريو [إبراهيم غالي] للمشاركة في القمة"، مضيفا "الاتحاد الأوروبي يواصل دعمه للتوصل لحل لأزمة الصحراء الغربية".

وطالما عبّر الاتحاد الأوروبي في بياناته على أهمية استئناف المفاوضات للتوصل إلى حل سياسي مستدام لحل أزمة الصحراء الغربية، برعاية الأمم المتحدة.