موسكو تعلن استهداف البنية التحتية العسكرية في أوكرانيا... فهل تستطيع واشنطن الرد

حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من أن موسكو سترد فورا على أي محاولة من الخارج للحيلولة دون العملية العسكرية التي شنتها فجر اليوم الخميس، ضد أهداف في أوكرانيا.

وقال بوتين، في رسالة توجه بها إلى الشعب الروسي، بمناسبة إطلاق العملية العسكرية الخاصة لحماية دونباس في جنوب شرق أوكرانيا "أوجه الآن بعض الكلمات المهمة جدا إلى الذين قد تسول لهم أنفسهم التدخل في الأحداث الجارية، أيا كان من سيحاول الحيلولة دون إجراءاتنا ناهيك عن تشكيل خطر على دولتنا وشعبنا، يجب عليه أن يعلم أن رد روسيا سيكون فوريا وسوف يؤدي إلى نتائج لم يواجهها أبدا في تاريخه".

وأعلن الرئيس الروسي، أن هدف روسيا يتلخص في حماية الأشخاص الذين تعرضوا على مدى ثماني سنوات لسوء المعاملة والإبادة الجماعية من قبل نظام كييف، مشددا على أنه لا توجد أية خطط لدى روسيا بخصوص احتلال أوكرانيا.

وعقب العملية العسكرية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن البنى التحتية العسكرية للقواعد الجوية التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية توقفت عن العمل.

تعليقا على هذا الموضوع قال الكاتب والمحلل السياسي، أشرف الصباغ، إن "القوات الأوكرانية ستنفذ أوامر قيادتها، إلا أن تفوق القوة الروسية سيجعلها تحقق أهدافها في أقرب وقت ممكن وبأقل خسائر"، مشيرا إلى أن "الدعوة لتحالف ضد روسيا هي دعوة غربية قبل أن يتحدث عنها الرئيس الأوكراني إلا أنها عندما تصدر من الجانب الأوكراني فإنها تعتبر دعوة ضعيفة للغاية".

وأكد الصباغ أن "الرد الأمريكي والأوروبي سيقتصر فقط على العقوبات الاقتصادية والتي يبدو أن موسكو مستعدة لها، ولكن في المقابل ستحدث مشكلات اقتصادية كبيرة في أوروبا والولايات المتحدة".

ويري مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير، عبد الرحمن صلاح، أن "ما يحدث حاليا هو تطور طبيعي لعدم وضوح الموقف الأوروبي، وللمواقف العدائية التي تقوم بها الرئاسة الأوكرانية بدون داعي مع روسيا، والتي شعرت أن أمنها القومي في خطر".

وأضاف أنه "كان على الدول الغربية أن تنصح الرئيس الأوكراني باتباع سياسة حذرة مع روسيا"، واختتم حديثه بالقول إن "المبادرات التي أطلقت مؤخرا للتقريب بين موسكو وواشنطن هي مبادرات منقوصة، لأنها تحمل في طياتها التهديد أكثر من التفاهم".

من جهته قال الباحث في العلاقات الدولية وسيم بزي، إن "ما يحدث الآن يشير إلى أن هناك حراكا كبيرا على الساحة العالمية في سبيل ضرب أحادية الولايات المتحدة".

وذكر أن "المشهد العالمي الآن يثبت أن القوة ليست أحادية وأن هناك قدرة للمستهدفين من الولايات المتحدة، ليس فقط للدفاع ولكن أيضا لاتخاذ قرار دفاعي، كما أن الرئيس الروسي وجه رسائل بأن مسألة الأمن القومي الروسي غير قابلة للنقاش"، مستبعدا أن يكون هناك تدخل عسكري من الناتو وواشنطن، وأن أقصى ما استطاعوا فعله هو إرسال أسلحة مضادة للدروع وغيرها من التقنيات التي لها علاقة بحرب العصابات وليس بحرب الجيوش.

وأوضح أن "موسكو تستطيع التعاطي مع أي عقوبات يتم فرضها، إلا أن الأزمة الحالية ستعرض الاقتصاد العالمي لامتحان صعب على عدة مستويات، غذائية ونفطية ومالية".

للمزيد يمكنكم متابعة بوضوح

إعداد وتقديم: دعاء ثابت