بعد إنجاز الشق الفني: هل تعصف الخلافات السياسية باتفاق فيينا

قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، إن الجوانب الفنية في محادثات إحياء الاتفاق النووي "أنجزت وتحددت"، مضيفا أن ما يتبقى حاليا هو حل القضايا السياسية فقط.

وأوضح إسلامي في تصريحات نقلتها وكالة "إرنا"، الأربعاء، أن القسم الفني من محادثات عودة أمريكا إلى الاتفاق النووي اكتمل، مضيفا أن "ما تبقى حاليا هو حل القضايا السياسية العالقة فقط، وهو أمر يعود لوزارة الخارجية".

وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، قال هذا الأسبوع: إن "ما تبقى في مفاوضات فيينا موضوعات واضحة.. ليس هناك اتفاق جاهز لنتحدث عنه، وأي جزء من نص الاتفاق معرض للتغيير حتى التوصل للاتفاق النهائي".

وأضاف: "لن نحصل على اتفاق في فيينا إن لم يتم الاتفاق على جميع القضايا العالقة"، مشيرا إلى أن "القضايا العالقة بين طهران والولايات المتحدة تشمل أكثر من ملف، وليس فقط موضوع الحرس الثوري".

من جانبه قال عماد أبشناس الكاتب والباحث السياسي الإيراني، إن المباحثات النووية تنقسم لقسمين قسم فني تم التوصل فيه إلى اتفاق وهو تقريبا ما تم الاتفاق إليه في 2015، وقسم سياسي تتهرب الولايات المتحدة من تنفيذ تعهداتها فيه.

ولفت إلى أنه كان هناك اتفاق على شطب الحرس الثوري من قائمة الإرهاب وإعطاء ضمانات للشركات للعمل في إيران فإذا بأمريكا تتراجع وتثير الموضوع مرة أخرى.

وأضاف أبشناس أن هناك موضوعات أخرى أيضا تعهدت أمريكا بالعودة إلى اتفاق فيينا وفقها مثل عدم التطرق إلى الصواريخ الباليستية والنفوذ الإيراني في المنطقة وغيرها، مشيرا إلى أن إثارة هذه الموضوعات الآن هو رغبة أمريكية في تعقيد المفاوضات.

وأشار إلى أن هناك فقط مسودة اتفاق موجودة في فيينا منذ شهرين، وهي جاهزة إذا اتخذت الولايات المتحدة القرار السياسي مضيفا أن المباحثات في إطار خمسة زائد واحد فقط.

أما هلال العبيدي المتخصص بالشأن الإيراني فقال إن الجانب الفني في اتفاق فيينا ليس مشكلة وإنما المشكلة تكمن في "الجوانب السياسية التي لم تنته القوى الكبرى من إنهائها مع الجانب الإيراني"، مشيرا إلى أن عددا من العواصم الأوروبية أشارت إلى هذا.

وأضاف العبيدي: "إننا نتحدث في فيينا عما تم الاتفاق عليه في 2015 مع الأخذ بنظر الاعتبار ما طرأ على قدرات إيران النووية اتصالًا بأجهزة الطرد المركزي ونسبة التخصيب التي زادت عن خمسة بالمائة".

وأكد العبيدي أن اتفاق فيينا ليس فنيا فقط وأن الأمور السياسية العالقة بين إيران والولايات المتحدة مثل الباليستي والنفوذ الإيراني في المنطقة، مشيرا إلى أن "إطار خمسة زائد واحد هو الإطار الذي سيتم حسم هذه المسائل حتى تكون هناك ضمانات ملزمة للأطراف كلها".

إعداد وتقديم: خالد عبد الجبار