رسائل رئيس الأركان الجزائري… ما الدول التي وجهت لها التحذيرات

تعيش منطقة شمال أفريقيا مرحلة من التوتر والترقب خشية أي مواجهات جديدة في المنطقة التي تتعدد فيها الأزمات.

في ليبيا تتباين التقديرات بشأن إمكانية السير نحو الاستقرار، بينما تزداد درجة التوتر بين المغرب والجزائر من يوم لآخر، فيما تسعى الجماعات والعناصر المتطرفة في دول الساحل لصدارة المشهد من جديد الأمر الذي يجعل الأوضاع في المنطقة محل ترقب حذر.

مؤخرا قال رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق السعيد شنقريحة، أمس الخميس، إن الجزائر تعرف كيف ترد بقوة على كل من تسول له نفسه المساس بحرمة حدودها ووحدتها الترابية، وهي الرسائل التي فسرها الخبراء بأنها موجهة لثلاث دول.

وقالت وزارة الدفاع في بيان، إن "رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي قام بزيارة عمل وتفتيش إلى قيادة القوات البرية".

وأضافت أن الفريق شنقريحة صرح، بأن الجيش يتجه نحو تنفيذ برنامج واسع لعصرنة وتجديد قدرات المعركة لديه بغية التواجد في أحسن ظروف الكفاءة والجاهزية العملياتية التي من شأنها رفع تحديات الدفاع وأداء مهامه على الوجه الأمثل.

تعقيبا على الرسائل التي وجهها رئيس الأركان الجزائري، قال الخبير الأمني الجزائري، أكرم خريف، إن رسائل رئيس الأركان الجزائري موجهة في المقام الأول للمغرب وكذلك ليبيا ومالي.

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن رسائل رئيس الأركان ليست تصعيدا من قبل الجزائر، لكن رئيس الأركان يؤكد على الاستعداد التام لأي خطوة.

وأوضح أن التحذيرات جاءت عقب الهجوم الإرهابي الذي وقع على الحدود المالية الجزائرية، مشيرا إلى أن التوتر مع حكومة باشاغا والجزائر تدخل في نفس السياق، خاصة أن الجزائر لا تريد اقتراب قوى الشرق الليبي من حدودها.

في الإطار، قال الدكتور رشيد علوش، الخبير الاستراتيجي الجزائري، إن الرسائل موجهة لكل جهة تعمل على المساس بالأمن الوطني للجزائر سواء كانت عن طريق تهديدات تفرزها البيئة الأمنية الإقليمية غير المستقرة، أو لجهات داخلية مرتبطة بأطراف خارجية، وأيضا بحركات مصنفة إرهابية تعمل على نشر خطاب تطرفي يمس بالوحدة الوطنية.

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن أثر التصريحات على المستوى الداخلي تتمثل في تكثيف الاستعداد وتعزيز التحضير القتالي للجيش الوطني الشعبي على مختلف الوحدات القتالية.

وأشار إلى أن تزايد حدة الأزمات الداخلية لكل من ليبيا ومنطقة الساحل الأفريقي، و"التوترات مع المغرب" بعد استهدافه للمواطنين خارج حدوده، يستلزم ردا من طرف الجيش الوطني الشعبي، وهي الرسالة التي أراد أن يوصلها الفريق سعيد شنڨريحة، حسب تأكيد علوش.

فيما قال الخبير الجزائري أحسن خلاص، إنها ليست المرة الأولى التي يوجه فيها رئيس أركان الجيش مثل هذه الرسائل وأنها معتادة بالنظر إلى كون الجزائر تقع في منطقة ملتهبة دوما ومرشحة لكافة التطورات الممكنة.

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك" أن حدود الجزائر الجنوبية الشرقية والجنوبية والغربية لا يعرف ما وراءها الاستقرار، وأن دولها عرضة لتدخلات أجنبية حيث لا تملك سيادتها كاملة.

وأشار إلى أنه بسبب هذه الأوضاع تتعدد مصادر الخطر التي تحيط بالجزائر، خاصة أنها اتخذت مواقف ثابتة لا توافق التطلعات التوسعية و التطبيعية مع "إسرائيل".

وفي وقت سابق أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية في 31 مارس/ آذار الماضي، وقوع اشتباك بين قوات للجيش في مهمة لمكافحة الإرهاب وحماية الحدود ومجموعة إرهابية في منطقة تيمياوين الواقعة على الحدود مع مالي (جنوب غربي الجزائر)، ما أودى بحياة ثلاثة عسكريين.