بعد إعلان زيلينسكي استعداده لبحث وضع الحياد... هل دخلت أزمة أوكرانيا منعطفا جديدا؟

في مقابلة حصرية مع قناة "العربية"، قال الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، إنه "مستعد للنظر في طلب روسيا بالحياد، شريطة الحصول على ضمانات أمنية من دول معينة".

واعتبر الرئيس الأوكراني أن هذه الضمانات ضرورية "حتى لا تكون الاتفاقات فارغة من المضمون، وبحيث يكون الاتفاق جيد، وتقبله روسيا"، مشيرا إلى أن أي اتفاق "سيتم طرحه للاستفتاء، وسيتخذ المجتمع الأوكراني القرار المناسب فيه".

في الوقت نفسه، عبر زيلينسكي عن تمسك أوكرانيا بـ"استقلال إقليم دونباس، وشبه جزيرة القرم"، مشيرا إلى أن "تلك المحاور، أو الشروط، أساسية في المفاوضات، ولا يمكن أن تحل إلا عبر لقاء رئيسي البلدين".

في الأثناء نقلت وسائل إعلام غربية عن سفير الولايات المتحدة لدى منظمة الأمن والتعاون الأوروبي، مايكل كاربتنر، قوله إن "روسيا تحضر لاستفتاء حول ضم جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك في وقت ما منتصف شهر مايو/أيار الجاري".

وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، قال خبير الشؤون الروسية أديب السيد، إهن "سبق وطرح وضع الحياد، خلال مفاوضات إسطنبول، والتزمت به أوكرانيا كتابة، لكن زيلينسكي تراجع، وهذا يعود إلى تدفق الأسلحة الفتاكة لأوكرانيا بشكل غير مسبوق، وإلى الضغوط التي تمارسها لندن وواشنطن على الرئيس الأوكراني لإرغامه على عدم التوقيع على أي تفاهمات مع روسيا".

وأكد الخبير أن "زيلينسكي يحاول من خلال هذه التكتيكات كسب الوقت، خاصة عندما يواجه موقفا صعبا على الأرض فيبدأ بالإعلان عن تقديم تنازلات ووعود، وعندما تشتد الضغوط على روسيا يعود ويتراجع عما تعهد به، لذلك لا يمكن التعويل كثيرا على هذه الوعود"، مشيرا إلى أن "العملية العسكرية دخلت الآن مرحلة الحسم وباتت الأمور العسكرية هي التي تحدد الشروط والتوقيت وفقا لمجريات الميدان".

وأكد نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية مختار غباشي أن "الأمور تجاوزت الآن قضية حياد أوكرانيا، لأن شكل الحروب بالوكالة التي يمارسها الغرب عبر الساحة الأوكرانية مسألة أغضبت الروس جدا، وأصبح يتعين الآن أن تكون أوكرانيا في عباءة موسكو ضمن البعد الاستراتيجي لروسيا"، معتبرا أننا "أمام إرهاصات حقيقية لحرب عالمية، حيث يعلم حلف الناتو والاتحاد الأوروبي أن انضمام بعض الدول للحلف أمر مستحيل، وقد بدأت الآن مغازلة دول مثل فنلندا والسويد ، وتواتر الحديث منذ أيام عن طلبات انضمام الدولتين للحلف وهي مسألة لن تمر بسهولة".

واعتبر خبير الشؤون الجيوسياسية والاقتصادية بيير عازار "محاولات أوروبا للاستقلال عن واردات الطاقة الروسية، مجرد أمنيات"، مؤكدا أنه "يتعين أن تدرك أوروبا والناتو والولايات المتحدة أن روسيا كيان أوراسي، ولا يمكن اعتبارها جسم غريب عن أوروبا ، ويجب أن تأخذ كل مرتكزات التفاوض مع الغرب في الاعتبار أن روسيا تريد أن تكون الشريك الفاعل في تحديد عملية الأمن في القارة الأوروبية ضمن منظمة الأمن والتعاون الأوروبي".

وأكد الخبير أن "الجيش الروسي نجح في السيطرة على النقاط البحرية على البحر الأسود ما بدل المعطيات الجيوبوليتيكية التي كانت تعتبر أمريكا قوة بحرية وروسيا قوة برية فحسب".

إعداد وتقديم : جيهان لطفي