كيف تهدد العقوبات المعادية لروسيا الدولار الأمريكي؟

دفعت العقوبات المعادية لروسيا العديد من الدول إلى التفكير في الضعف المالي للولايات المتحدة، مما دفعها للبحث عن بدائل للدولار، وذلك بحسب مقال الاقتصادي البريطاني هوارد ديفيس الذي نشر في مجلة تويو كيزاي.

يلاحظ الخبير الاقتصادي أن القيود المفروضة على روسيا لها آثار جانبية خطيرة جدا، وتتساءل بعض الدول عما إذا كانت سيتم عزلها أيضًا عن النظام المالي القائم على الدولار إذا تم فرض قيود عليها.

وأوضح ديفيس إن السياسيين السعوديين والصينيين قلقون منذ فترة طويلة بشأن التعرض للعقوبات المالية الأمريكية. ففي السنوات الأخيرة، حاولت الصين التخفيف من هذه المخاطر من خلال إنشاء نظام الدفع باليوان العابر للحدود بين البنوك (CIPS).وكتب ديفيس إنه "في حين أنه لا يشكل حتى الآن تهديدًا كبيرًا للهيمنة العالمية لأنظمة الدفع الغربية، إلا أن تطوير اليوان الرقمي يمكن أن يكون له تأثير أكثر خطورة".

وبالتالي، حسبما أفاد به الخبير، فإن ريادة الصين في مجال العملات الرقمية يمكن أن توسع بشكل كبير من استخدام اليوان خارج البلاد. في الوقت نفسه، يشير تقرير مؤسسة "هوفر" إلى أنه إذا نجحت الصين في تسهيل تحويل تدفقات التجارة العالمية إلى اليوان، فإن قدرة الولايات المتحدة على استخدام العقوبات المالية بشكل فعال ستنخفض.

وقال ديفيس إن "موت الدولار كان متوقعا عدة مرات، لكن من الصحيح أيضا أن نصيبه من احتياطيات النقد الأجنبي العالمية قد انخفض من 71% في عام 2000 إلى أقل من 60% اليوم.

وخلص الخبير مقاله بالقول أنه "كانت هناك علامات قليلة على نهاية هيمنة الدولار، لكن الاتجاه تغير. أدت زيادة العقوبات المالية كسلاح إلى خلق حوافز جديدة للصين والبلدان الأخرى للبحث عن طرق لتقليل تأثير الإجراءات المماثلة المتخذة ضدهم. من المحتمل أن تكون هناك عواقب وخيمة وطويلة الأجل على النظام المالي العالمي".