في الذكرى الخامسة لتأسيس الانتقالي... ما الذي تغير في جنوب اليمن؟

شهدت محافظة عدن جنوبي اليمن، اليوم الخميس، فعاليات الذكرى الخامسة لإعلان عدن التاريخي وتأسيس المجلس الانتقالي، والتي تأتي في ظل واقع مختلف تماما عما كان قبلها على كل الصعد. فماذا حقق المجلس الانتقالي خلال سنواته الخمس؟.

بداية يقول، القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، بدر هندا، إن إعلان عدن التاريخي وتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي منذ 5 سنوات كان مرحلة فارقة في العمل النضالي للحراك السلمي الجنوبي الذي يحمل مظالم الجنوبيين منذ العام 1994.

مكاسب سياسية

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، المجلس الانتقالي الذي جمع غالبية قوى الحراك السلمي والقوى الجنوبية أصبح اليوم بعد 5 سنوات مؤسسة سياسية كبيرة حجزت مكانها محليا وإقليميا ودوليا، وأصبح للمجلس ممثلين في الكثير من الدول، علاوة على ذلك تقلد الرئيس عيدروس مؤخرا نائبا لرئيس المجلس الرئاسي للشئون الأمنية في المجلس الجديد الذي تم تشكيله بعد مشاورات القوى اليمنية بالرياض.

وتابع هندا، رغم وجود الكثير من المؤامرات ضد قيام المجلس الانتقالي، إلا أنه استطاع خلال سنواته الأولى أن يشكل كامل هيئاته وأسس الجمعية الوطنية التي تعد بمثابة مجلس تشريعي جنوبي، ومن هنا بدأت كلمة الجنوبيين تسمع داخليا وخارجيا، كما ساهم المجلس في تطوير الحياة السياسية والمعيشية في المحافظات التي يديرها وعلى رأسها العاصمة عدن.

الأمن والاستقرار

وأشار إلى أن المجلس قام بتشكيل إدارات محلية في معظم المناطق التي يقوم بإدارتها لتنظيم شؤون الحياة اليومية للناس، كما تغير الوضع الأمني في عدد من المحافظات التي تقع تحت إدارة المجلس وأصبحت أكثر أمنا واستقرارا بعد أن تم تشكيل قوات الأمن الجنوبية والحزام الأمني والتي تم تدريبها بشكل جيد لمواجهة التحديات والمخاطر الأمنية والعمليات الإرهابية والخارجين على القانون، الأمر الذي نتج عنه حياة آمنة يستطيع من خلالها المواطن الخروج إلى الشارع دون الخوف على حياته أو حياة أسرته، هذا لا يعني تحقق الأمن بشكل مطلق، لأن هناك من يتربصون بنا، لكن ما تحقق خصوصا في عدن فاق كل المحافظات اليمنية.

خطوة كبيرة

وأوضح القيادي بالانتقالي، أن المجلس حقق على المستوى السياسي خطوة كبيرة جدا بعد أصبح له تمثيل خارجي في عدد كبير من الدول الأوروبية شرقا وغربا، علاوة على ما حصل عليه المجلس من مكاسب في اتفاق الرياض ومشاورات الرياض الأخيرة التي عقدت بين كل الأطراف اليمنية، كما مثل المجلس الانتقالي رأي الجنوب في مكافحة الإرهاب وتأمين التجارة العالمية عبر البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن ومنع القرصنة.

جهود طويلة

من جانبه يقول المحلل السياسي الجنوبي، باسم الشعيبي، إن تأسيس المجلس الانتقالي جاء كحصيلة لجهود جنوبية طويلة، للوصول إلى حامل سياسي قوي وفعال لقضية الجنوب.

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، منذ اشهاره، انطلق المجلس بخطوات متصاعدة وقوية ليشكل الحضور السياسي والعسكري والشعبي الأقوى في الداخل والحضور الدبلوماسي والإعلامي الأقوى في الخارج.

تجاوز العراقيل

وتابع الشعيبي، استطاعت قيادة المجلس تجاوز أخطر العراقيل والمؤامرات الداخلية والخارجية وحروب محاولات اخضاع الجنوب، بكل أشكالها فقد تعرض لتحديات كبرى بالغة الخطورة لكنه تجاوزها بنجاح.

وأوضح المحلل السياسي أنه، بعد 5 سنوات من التحولات المهمة في الجنوب أستطيع أن أقول بأن الانتقالي بات الكيان الأكثر تنظيما في الساحة، والأكبر قوة وجماهيرية، ونجح بسد فجوة لطالما مرت من خلالها المؤامرات ضد شعب الجنوب.

بعد مرور السنوات الخمس نجد أن هناك أوضاع كثيرة قد تغيرت واختلف جنوب ما قبل الانتقالي عما بعده، وتوجه شعب الجنوب بقوة إلى كسر القيود والحواجز التي كانت تعيق طريق مشروع استعادة الدولة ولملمة جراح الماضي.

قبل 5 سنوات من الآن خرج الجنوبيون في تظاهرة سياسية كانت الأكبر والأقوى وأعلنوا تفويض اللواء عيدروس الزبيدي بتشكيل وتأسيس

حامل سياسي ومظلة تحوي عصارة نضالهم وتضحياتهم، وأعلن وقتها عن تأسيس المجلس الذي أصبح اليوم ندا سياسيا لكل القوى السياسية في البلاد داخليا وخارجيا.

أصدر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بداية شهر أبريل/نيسان الماضي، قراراً بنقل صلاحياته إلى مجلس قيادة رئاسي لاستكمال تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية في اليمن.

وقال هادي، في إعلان رئاسي، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" الحكومية: "بصفتي رئيس الجمهورية اليمنية، ورغبة في إشراك القيادات الفاعلة في إدارة الدولة في هذه المرحلة الانتقالية، وتأكيداً على التزامنا بوحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامته الإقليمية ووحدة أراضيه.. واستكمالاً لمهام المرحلة الانتقالية وتنفيذاً لتوافقات شعبنا الكريم.. أصدرنا إعلان نقل السلطة إلى مجلس القيادة الرئاسي".

وأضاف: "ينشأ بموجب هذا الإعلان مجلس قيادة رئاسي لاستكمال تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية، وأفوّض مجلس القيادة الرئاسي بموجب هذا الإعلان تفويضاً لا رجعة فيه بكامل صلاحياتي وفق الدستور والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية".

وتابع: "يختص مجلس القيادة الرئاسي بالإضافة لصلاحياته الواردة أعلاه بكافة صلاحيات نائب الرئيس، ويكون المجلس برئاسة رشاد محمد العليمي، وبعضوية: سلطان علي العرادة، طارق محمد صالح، عبد الرحمن أبو زرعة، عبدالله العليمي باوزير، عثمان حسين مجلي، عيدروس قاسم الزبيدي، فرج سالمين البحسني".

وحدد إعلان الرئيس اليمني، اختصاصات المجلس بـ "إدارة الدولة سياسياً وعسكرياً وأمنياً طوال المرحلة الانتقالية، واعتماد سياسة خارجية متوازنة تحقق المصالح الوطنية العليا للدولة وبنائها على أسس الاستقلالية والمصالح المشتركة بما يحفظ سيادة الدولة وأمنها وحدودها، وتيسير ممارسة الحكومة لاختصاصاتها بكامل صلاحياتها، واعتماد السياسات اللازمة لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب، وتشكيل اللجنة الأمنية والعسكرية المشتركة، واتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق تكامل القوات المسلحة تحت هيكل قيادة وطنية موحدة في إطار سيادة القانون، وإنهاء الانقسام في القوات المسلحة ومعالجة أسبابه، وإنهاء جميع النزاعات المسلحة".

وحصر الإعلان، على رئيس مجلس القيادة الرئاسي، "القيادة العليا للقوات المسلحة، وتمثيل الجمهورية في الداخل والخارج، وتعيين محافظي المحافظات ومدراء الأمن وقضاة المحكمة العليا ومحافظ البنك المركزي، بعد التشاور مع رئيس مجلس الوزراء".

ويشهد اليمن منذ نحو 7 أعوام معارك عنيفة بين جماعة الحوثيين وقوى متحالفة معها من جهة، والجيش اليمني التابع للحكومة المعترف بها دوليا مدعوما بتحالف عسكري عربي، تقوده السعودية من جهة أخرى لاستعادة مناطق شاسعة سيطرت عليها الجماعة بينها العاصمة صنعاء وسط البلاد أواخر 2014.

وأودى الصراع الدائر في اليمن منذ اندلاعه بحياة 377 ألف شخص، 40 % منهم سقطوا بشكل مباشر، حسب تقرير للأمم المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.