هل تعرقل تركيا انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو

ما أن أعلنت فنلندا عزمها تقديم طلب انضمام إلى حلف شمال الأطلسي، "الناتو"، حتى أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن تحفظ بلاده حيال مسار انضمام فنلندا والسويد للحلف، في موقف اعتبره المراقبون مفاجئا.

تستلزم عملية انضمام فنلندا والسويد إجماعا من دول الحلف، لكن موقف أردوغان يهدد بعرقلة هذا المسار.

فبينما يتهم أردوغان الدول الاسكندنافية بإيواء تنظيمات تعتبرها أنقرة إرهابية، فمن المقرر أن يلتقي وزراء خارجية السويد وفنلندا وتركيا، اليوم السبت لبحث الأمر، بينما يعقد الحلف اجتماعا غير رسمي لوزرائه بناء على دعوة من فنلندا والسويد.

في حديثه لـ"سبوتنيك" قال خبير العلاقات الدولية، د. ماك شرقاوي، إن "الرئيس التركي يريد أن يكون له مقعد في المفاوضات الدولية، خاصة بعد أن غيرت أنقرة اتجاهها مؤخرا نحو تصفير المشاكل.

وأشار إلى أن تركيا ستحاول الضغط على الحلف خاصة أن قرارته تتخذ بالإجماع، كما أن الرئيس التركي عندما تحدث عن أسباب تركيا للرفض كانت محاولة لإدخال "حزب العمال الكردستاني" في معادلة التفاوض بأي طريقة.

من جانبه، أوضح أستاذ العلوم السياسية التركي، د. سمير صالحة، "أن الموقف التركي جاء بشكل مفاجئ، حيث لم يتم مناقشة مسألة عضوية هذه الدول في تركيا، وقد ربط الرئيس هذه المسألة مباشرة بسياسات البلدين في التعامل مع مجموعات قسد ومسد وحزب العمال الكردستاني، وهي نقطة أساسية ومهمة.

لكنه أيضا لا يمكن الفصل بين الموقف التركي وبين تطورات المشهد في الملف الأوكراني أو الملف السوري، حيث يبدو أن الولايات المتحدة تحاول التمسك بحليفها قسد في الشمال السوري، وتحاول فتح الطريق أمام مشروعه لتعزيز الانفصال، وهي مسألة أغضبت أنقرة رغم التقارب الأخير مع واشنطن.

بدوره، اعتبر مستشار العلاقات الدولية علي يحي، أن "الموقف التركي يحاول أن يكون متوازنا مع روسيا، وقد يؤدي رفض أنقرة لانضمام فنلندا والسويد للناتو إلى ظهور رفض مبطن من دول كبرى أخرى داخل الحلف منعا لتفاقم الأمور، كما أن موقف تركيا يخدم روسيا دون أن يقصد، ودون أن يكون هناك تنسيق مع موسكو في هذا الخصوص".

يمكنكم متابعة المزيد عبر برنامج "بوضوح"

إعداد وتقديم : جيهان لطفي