فشل أوروبي في التوصل لعقوبات جديدة ضد روسيا.. روسيا تحذر من خطورة إبعادها عالميا

موضوعات الحلقة: الاتحاد الأوروبي يفشل في التوصل لاتفاق خاص بالحزمة السادسة من العقوبات ضد روسيا، موسكو تحذر دول مجموعة السبع من خطورة محاولاتها إبعاد روسيا عالميا وتداعياته على الاقتصاد والغذاء، الرئيس الفنلندي يزور السويد لبحث الانضمام لحلف الناتو، بريطانيا تدعو لإسراع الخطوة وتركيا تشترط.

الاتحاد الأوروبي يفشل في التوصل لاتفاق خاص بالحزمة السادسة من العقوبات ضد روسيا

فشل وزراء الخارجية الأوروبيون في التوصل إلى الاتفاق على الحزمة السادسة من العقوبات ضد روسيا.

وقال مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الأمن والخارجية، جوزيب بوريل، في مؤتمر صحفي عقب اجتماع مجلس الاتحاد الأوروبي على مستوى وزراء الخارجية في بروكسل، إن الوزراء لم يناقشوا إمكانية دفع تعويضات مالية للدول لقاء فرض عقوبات على روسيا.

وأشار إلى أنه ليس واضحا مدة الوقت الذي يستغرقه الاتفاق على هذه الحزمة من العقوبات، والتي تشمل حظرا على واردات النفط الروسية.

وقال خبير الشؤون العربية والأوروبية، رجائي بركات، إن الخلاف بين دول الاتحاد الأوروبي على الحزمة السادسة من العقوبات ضد روسيا كما كان متوقعا، مرجعا ذلك إلى خلافات بسبب وجود بعض الدول التي تعتمد بشكل كبير على استيراد النفط الروسي من أجل تلبية احتياجاتها من الطاقة وطالبت باستثناءات، أي ليس هنالك إجماع لاسيما مع تكرار أوكرانيا طلبها من دول الاتحاد بفرض هذا الحظر.

وأضاف رجائي أن دول الاتحاد الأوروبي مدركة تماما منذ البداية عدم القدرة على إيجاد بديل عن النفط والغاز الروسيين، لذلك وجدنا ترددا من ألمانيا في ظل محاولات الولايات المتحدة بيع النفط إلى دول الاتحاد الأوروبي بأغلى نحو ثلاث أو أربع مرات مقارنة بالروسي، فهنالك تبعات لمستها الدول الأوروبية بتأثر المعيشة والأسعار ما نتج عنه تحركات شعبية ومظاهرات وحتى إضرابات، جراء تفاقم ارتفاع أسعار السلع بسبب العقوبات.

موسكو تحذر دول مجموعة السبع من خطورة محاولاتها إبعاد روسيا عالميا وتداعياته على الاقتصاد والغذاء

حذرت روسيا من مغبة محاولات دول مجموعة السبع إبعادها اقتصاديا وماليا ولوجستيا عن قنوات التعاون الدولي طويلة الأمد، مشيرة أن ذلك يؤدي إلى تفاقم الأزمات الاقتصادية والغذائية.

وقالت وزارة الخارجية الروسية إن خطوات الدول الغربية ينتج عنها تفتيت التجارة العالمية وإعاقة انتعاش الاقتصاد العالمي، والتضخم على نطاق واسع، وتشديد السياسة النقدية من قبل الدول المتقدمة.

وشددت الخارجية على أن طرح المزيد من (فك هستيريا) العقوبات المناهضة لروسيا لن يصبح تحت أي ظرف عاملا مستقرا أو محفزا للاقتصاد العالمي.

كان الرئيس فلاديمير بوتين، ذكر أن سياسة احتواء وإضعاف روسيا استراتيجية طويلة الأمد للغرب، وأن العقوبات وجّهت ضربة خطيرة للاقتصاد العالمي بأسره. وأوضح أن الهدف الرئيسي للغرب هو التسبب بتدهور حياة الملايين من الناس.

ويرى رائد المصري، أستاذ العلاقات الدولية والعلوم السياسية، إنه بات واضحا أن الغرب له استراتيجية محددة ويستنزف ويستخدم كل إمكاناته المالية والعقوبات لقطع شرايين الإمداد الطاقوي الروسي لأوروبا وقطع أي تعاملات اقتصادية ومالية لخنق روسيا، لكن هناك تباين وليس إجماعا أوروبيا كما يتضح بالفعل، رغم إرادة واشنطن التخلص الكامل من الطاقة الروسية.

وأضاف المصري أن ما تلجأ إليه الولايات المتحدة وأوروبا من عقوبات لن تؤثر على روسيا بالمدى القصير، وإنما ينعكس سلبا على العالم أجمع، بتضخم الأسعار وسلاسل الإمداد، وسيدفع ثمنه المواطن الأوروبي ومواطنو الدول الفقيرة.

الرئيس الفنلندي يزور السويد لبحث الانضمام لحلف الناتو وبريطانيا تدعو لإسراع الخطوة وتركيا تشترط

يعتزم الرئيس الفنلندي ساولي نينيستو زيارة السويد، بعد دعوة الملك كارل غوستاف السادس عشر، لبحث ملف الانضمام لحلف شمال الأطلسي. وأعلن مكتب نينيستو أنه سيناقش مع خلال الزيارة التعاون في مجال الأمن والاستعداد للأزمات.

من جهتها، دعت بريطانيا إلى سرعة انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو، بعدما قدمت الدولتان طلبات الانضمام. جاء ذلك في تدوينة نشرتها وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس، على حسابها الرسمي على تويتر.

وقالت رئيسة وزراء فنلندا، سانا مارين، إنه ينبغي لبلادها أن تتمكن من نشر قوات لحلف شمال الأطلسي على أراضيها وأن ترسل قوات لدول الحلف.

من جهة أخرى، أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن أنقرة سترفض انضمام فنلندا والسويد إلى الحلف، في حال لم يتم تسليم من وصفهم بـ "الإرهابيين" المتواجدين داخل الدولتين. وقال أردوغان إن لقاءات تجري على مستوى وزارات الخارجية في هذا الإطار، لكنه لفت إلى أن كلا الدولتين لا تعانيان من تهديدات أو مخاطر إرهابية.

في المقابل، قالت الخارجية الروسية، إن موسكو ستضطر إلى اتخاذ خطوات انتقامية ذات طبيعة "عسكرية تقنية" في حال انضمام السويد إلى الناتو، وستعتمد تدابير محددة على آفاق نشر أسلحة التحالف الهجومية على الأراضي السويدية.

وذكر إسماعيل خلف الله، خبير الشؤون الدولية، أن المسعى الفنلندي والسويدي للانضمام للناتو يواجه معارضة شديدة من قبل الجانب التركي، وهذا الطلب سيواجه معارضة من أطراف أخرى، على أساس أن هذا الأمر مستفز ومؤجج للصراع ولروسيا بالأخص، وسوف يصعب مهمة الوساطة.

وأشار خلف الله إلى أن فنلندا والسويد يريان الانضمام للحلف ضمانة وحماية لهما، لكنه سبب آخر للتصعيد وتفاقم الأوضاع، وليس حماية أو ردعا أو سلاما على الإطلاق، ومن الواضح تماما أن واشنطن هي التي تدفعهما للإلحاح في هذا الطلب، في موضع يتطلب التهدئة والحوار.

يمكنكم متابعة المزيد عبر برنامج عالم سبوتنيك