هل سلمت الولايات المتحدة ملف الطاقة والسياسة في العراق لبريطانيا

ذكر تقرير لموقع "modern diplomacy"، أن "الحقبة الجديدة في العلاقات بين كردستان العراق وبريطانيا أثارت الآمال في جلب دعم بريطانيا لصناعة النفط والغاز في كردستان، ليس فقط من الناحية الفنية، ولكن أيضًا على الصعيد السياسي.

وأضاف التقرير أنه "مع الأزمة الأوكرانية، التي سلطت الضوء على حاجة أوروبا لإصلاح سياسات الطاقة وتنويع مصادرها وخصوصاً إمدادات الغاز الطبيعي، فقد أتاح هذا الوضع فرصة تاريخية لكردستان كي تدخل سوق الغاز".

فهل تنجح كردستان في تخطي الظروف الأمنية وتصبح مصدرا للغاز؟

عن هذا الموضوع، يقول ضيف برنامج "هموم عراقية" على أثير راديو "سبوتنيك" الخبير العسكري والاستراتيجي، الدكتور أحمد الشريفي:

"هناك توجه أمريكي وأوروبي صوب الشرق الأوسط للحصول على غاز بديل للغاز الروسي، عبر منظمة غاز شرق البحر المتوسط، على اعتبار أن هذه المنظمة ستخلق نوعا من التوازن في مسألة إيجاد بدائل للغاز الروسي، وهو موضوع ستركز عليه الولايات المتحدة وبريطانيا، وإقليم كردستان يتبع العراق الذي قد يكون في قادم الأيام جزءا من هذه المنظمة، خصوصاً إذا ما استطاع التحالف الثلاثي في تشكيل الحكومة العراقية والذي يضم الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي سيكون المتحكم بالاستثمارات وأطرافها وهو الأقرب بنفس الوقت إلى تركيا والغرب، وإذا ما نجحت بريطانيا، التي حلت محل الولايات المتحدة بالملف العراقي، في تشكيل الحكومة العراقية القادمة، فإنها ستخلق منتظم متجانس بين القوى الثلاث الفائزة بالانتخابات، ليكون عراق موحد أقرب لها فيما يتعلق بملفات الطاقة".

وأضاف الشريفي: "ما يجري من ضغط لحسم الملف النووي الايراني، يأتي ضمن رغبة غربية لجعل المنطقة أكثر استقرارا على المستوى السياسي، والتي إن استقرت سياسيا فإنها ستشهد استثمارات عالية المستوى، وربما يتعرض العراق لضغط جديد يحدد شكل ونوع الحكومة القادمة، فما حصل لحلفاء إيران في العراق لبنان وسوريا يصب في هذا الاتجاه المتمثل بخلق شرق أوسط جديد آمن ومستقر، لكن مشروطا بموالاة الغرب والولايات المتحدة، من أجل إيجاد معابر ومصادر للطاقة بعيدة عن تحكم روسيا، فنفوذ الولايات المتحدة وديمومتها كدولة يرتكز على السيطرة والتحكم بمصادر الطاقة، لذا فإن روسيا تمثل اليوم التهديد الأكبر للولايات المتحدة وليست الصين التي تفتقد لمصادر الطاقة".

التفاصيل في الملف الصوتي المرفق