تفاصيل هامة حول شحنات القمح الهندي لمصر... القاهرة طلبت رفعها من الحظر بشكل كامل

رغم حظر الهند تصدير القمح، تصل خلال أيام الشحنة الأولى إلى مصر وتبلغ نحو 61 ألف و500 طن، بعد استثناء خاص بالكمية من الحكومة الهندية.

وحظرت الهند تصدير القمح، اعتبارا من السبت 14 مايو/ أيار الجاري، بعد أن تضرر الإنتاج بموجة حر شهدتها البلاد في شهر مارس/ آذار.

استثناء الشحنة المتجهة إلى مصر في الوقت الحالي، جاء بشكل خاص، إذ وافقت الحكومة الهندية على طلب القاهرة الخاص بالشحنة، لكنها لم ترفع الحظر عن مصر بشكل كامل، فيما ينتظر الجانب المصري الرد على طلب رفع الحظر بشكل كامل، بحسب مسؤول مصري.

استثناء جزئي

وبحسب تصريحات المسؤول المصري لـ"سبوتنيك" فإن المعمول به حتى الآن مع الجانب الهندي هو الموافقة على كل شحنة بشكل منفرد، فيما طالب الجانب المصري استثناء مصر من الحظر بشكل كامل.

وتتضمن المناشئ الجديدة التي تعمل اللجان الفنية المصرية على دراستها كل من المكسيك وباكستان، حيث يقوم الحجر الزراعي المصري منذ فترة بفحص ودراسة الجوانب الفنية والاختبارات من أجل اعتماد المناشئ، وفق المسؤول.

أرقام رسمية

وحسب تقرير رسمي صادر عن الحجر الزراعي المصري، اطلعت "سبوتنيك"، على نسخة منه، بلغ معدل الاستهلاك المحلي من القمح نحو 16 مليون طن سنويا، في حين استوردت مصر عام 2021، نحو 11 مليون و168 ألف طن من القمح، إذ بلغ الاستيراد من روسيا وحدها نحو 5.5 ملايين طن، فيما توزعت الكمية الأخرى ما بين أوكرانيا وفرنسا ورومانيا واستراليا ومولديفيا.

تصريحات رسمية

وقال الدكتور أحمد العطار رئيس الحجر الزراعي بوزارة الزراعة، إن مصر اعتمدت السوق الهندي منذ شهر ونصف، وأنه فحص أول "مركب قمح" بنفسه، ومن المقرر وصولها خلال أيام لمصر.

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن التواصل مع الحكومة الهندية مستمر لرفع الحظر عن توريد القمح لمصر بشكل كامل، باعتبار أن القمح بالنسبة لمصر هو أمن قومي.

وأشار إلى أن الكميات التي يمكن استيرادها من الهند لم تحدد بعد، خاصة أن الأخيرة لم ترفع الحظر بشكل كامل، وأن التفاوض يتم بشكل جزئي على كل "شحنة قمح" يتم تقديم طلب الاستثناء بشأنها.

الكمية المرتقبة

وأوضح أن الكمية التي ستصل مصر على الناقلة المرتقب وصولها إلى مصر تبلغ نحو 61.500 ألف طن.

ولفت العطار إلى أن القمح الهندي من حيث المواصفات القياسية والجودة والمواصفات الحجرية ينافس أفضل أنواع القمح بالنسبة للمناشئ الأخرى بما فيها روسيا وأوكرانيا وفرنسا ورومانيا، إضافة لانخفاض سعره عن بعض المناشئ.

مخاطبات مصرية للهند

وخاطب العطار مؤخرا الحكومة الهندية من أجل استثناء مصر وزيادة الكميات المستوردة من الهند حال الموافقة على رفع الحظر عن بلاده.

ما علاقة الأزمة في أوكرانيا؟

وشدد العطار على أن استيراد القمح من الهند ليس له علاقة بالأوضاع الحالية في روسيا أو أوكرانيا.

وأوضح أن اعتماد المنشأ يستغرق نحو 3 سنوات، عبر عملية فنية خاصة تتم بين الحجر الزراعي المصري ونظيره في دولة المنشأ، وأن العمل على اعتماد المنشأ الهندي يجري منذ نحو 3 سنوات أو أكثر، واعتمد مؤخرا قبل نحو شهر ونصف بعد انتهاء الدراسات الفنية، دون أي ارتباط بالأزمة في أوكرانيا.

وأجرى وفد الحجر الزراعي المصري زيارات ميدانية للحقول ومخازن الحبوب بأقاليم هندية مختلفة مثل إقليم ماديا براديس خلال الفترة الماضية، كما أجرى زيارات للاطلاع على إجراءات التصدير والمعامل الحكومية المعتمدة من الحجر الزراعي الهندي.

مشروع الصوامع

وقبل أيام خلال افتتاح" مشروع مستقبل مصر" تحدث الدكتور علي المصيلحي وزير التموين والتجارة الداخلية، عن المشروع القومي لصوامع القمح، موضحا أن المساحة الإجمالية تبلغ 5.2 مليون طن قمح وأن المخزون الاستراتيجي يكفي حتى 4 أشهر، وأن المشروع وصل بالاحتياطي الاستراتيجي إلى 6 شهور.

وفي تصريحات سابقة لوزير الزراعة المصري السيد القصير نقلتها الصحف المصرية، أكد أن إجمالي المساحات المزروعة بالقمح في مصر، وصل إلى 3.6 مليون فدان، بزيادة وصلت إلى 200 ألف فدان عن الموسم الماضي.

وأشار الوزير إلى أن الإنتاجية المتوقعة من تلك المساحة قد تصل إلى 10 ملايين طن، وهو ما يمثل ما يقرب من 62% من الاحتياجات الكاملة لمصر من القمح.

تحسين الإنتاجية

وقال الدكتور عبد السلام المنشاوي رئيس بحوث القمح بمركز البحوث الزراعية، إن مصر في الترتيب الأول من حيث إنتاج الأقماح الربيعية.

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن استيراد كميات كبيرة من القمح يعود للمساحة المحدودة المزروعة في مصر والتي بلغت العام الحالي 3 مليون و600 ألف فدان، وهي أعلى مساحة وصلت لها البلاد.

ولفت إلى أن نحو 70% من زراعة القمح حول العالم هي مطرية، لكن مصر خارج الزراعة المطرية، وهو أحد أسباب عدم الاستفادة من المساحة الكبيرة في مصر، حيث لا تتناسب النسب المطرية التي لا تتعدى 159 ميلي متر للهكتار " يساوي 2.4 فدان" من الأمطار في الساحل الشمالي، إذ تحتاج الزراعة المطرية لـ 300 ميلي، إضافة لفترة توزيع المطر خلال فترة النمو.

سلالات جديدة

وأشار إلى تسجيل نحو 12 صنف قمح خبز و5 أصناف قمح مكرونة، إضافة لبعض الأصناف الجديدة التي سجلت، فيما يتم استنباط 3 سلالات جديدة يمكن تسجيلهم خلال العام المقبل.

وبحسب المنشاوي فإن السلالات الجديدة هى " النوبارية 2"، و"شندويل 2"، و"سخا1002"، ويعد الصنف الأخير أول قمح مبكر يسجل في مصر، حيث يتم حصاده بفترة تبكير تصل إلى 20 يوما عن الأصناف الأخرى، ما يعني أنه يوفر نحو 20% من كمية المياه التي تستخدم لري الأصناف الأخرى.

وأشار إلى أن الحدود الآمنة تحتاج لزيادة الرقعة الزراعية من القمح، إضافة لزيادة متوسط إنتاج الفدان، وكذلك تنظيم عمليات الاستهلاك مع وضع سياسة تسعير جيدة للقمح.

وفي 17 مايو، قال وزير التموين المصري علي المصيلحي إن اتفاقا مع الهند لشراء 500 ألف طن من القمح لم يتم توقيعه حتى الآن، بحسب "العربية".

وقال أيضا إن أي اتفاقات لشراء القمح من الهند لن تتأثر بأي إعلان من نيودلهي لفرض حظر على الصادرات.