قوة إقليمية بقيادة أمريكية... ما إمكانية قبول المقترح الإسرائيلي لمواجهة إيران؟

في خضم الصراع الدائر بين إسرائيل وإيران، والتهديدات المتبادلة في الفترة الأخيرة، دعا وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، إلى "تشكيل قوة إقليمية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة إيران".

ونقل مكتب غانتس قوله في خطاب: "ثمة ضرورة لبناء قوة مشتركة إقليمية بقيادة أمريكية وتشمل الدول العربية المتحالفة مع واشنطن لمواجهة العدوان الإيراني ونحن نعمل على ذلك"، وذلك حسب وكالة "رويترز".

وأضاف أن "مثل هذا التعاون من شأنه أن يعزز قوة جميع الأطراف المعنية"، مشيرا إلى "دول الخليج العربية التي اقتربت أكثر من إسرائيل في إطار حملة دبلوماسية برعاية الولايات المتحدة عام 2020، وكذلك مصر والأردن".

بدوره قال الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتزوغ، إن الذراع الإسرائيلي ستصل إلى أي مكان يوجد فيه مواطنون إسرائيليون لحمايتهم.

وكانت إسرائيل رفعت مؤخرا من تحذيراتها الشديدة اللهجة من أنشطة إيران، لا سيما النووية، بالإضافة إلى دعم عدد من الميليشيات في المنطقة ومن ضمنها "حزب الله"، ونقل أسلحة متطورة إليه، وفقا لـ"العربية".

وتعهدت طهران التي شهدت سلسلة أحداث واغتيالات أو وفيات غامضة طالت مسؤولين في الحرس الثوري بالانتقام من إسرائيل. كما اتهمت تل أبيب بالمسؤولية عن اغتيال حسن صياد خدائي العقيد في الحرس الثوري، الذي قتل برصاص مهاجمين كانا يستقلان دراجة نارية في 22 مايو الماضي.

فشل ضد محور المقاومة

اعتبر محمد غروي، المحلل السياسي الإيراني أن طرح إسرائيل فكرة إنشاء تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وبمشاركة بعض الدول العربية والخليجية، تؤكد فشل إسرائيل والدول المطبعة في الصراع مع محور المقاومة، والاتجاه إلى ما يسمى بالتحالفات.

وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، ليس هذه المرة الأولى التي يتم طرح إنشاء تحالفات كهذه، حيث أقدمت هذه الدول من قبل إلى تحالف عربي تارة، وتحالف سني لمواجهة إيران تارة أخرى، والكثير من المسميات.

وتابع: "هذه الدول بالإضافة لإسرائيل عندما يشعرون بالخطر والتهديدات الإيرانية الداهمة والتطور العسكري المستمر والمتجدد بالإضافة إلى قوة محور المقاومة الذي بات معروفا للجميع، فنسمع منها بين الفينة والأخرى عن تحالفات، وسواء نجحت أم لم تنجح فإنها تصدر للعلن وتخرج للإعلام بأن هناك نية أمريكية أو خليجية أو إسرائيلية لها، تختلف الجهات لكن المضمون واحد والفشل واحد بطيعية الحال".

ويرى غروي أن هذه الطروحات تزايدت في الفترة الأخيرة، ويمكن أن يكون هناك مقترح كل عام تقريبًا، ويتم طرح الكثير من الأفكار المشابهة، مضيفًا: "وأتصور أنه في حال تم إنشاء هذا التحالف في المنطقة بالفعل، فلن يتمكن من حفظ أمن إسرائيل لا من قريب ولا من بعيد".

فخ إسرائيلي

بدوره اعتبر الدكتورعماد ابشناس، المحلل السياسي الإيراني، أن المقترح الإسرائيلي ومحاولات إنشاء قوة إقليمية ضد إيران ليس جديدا، حيث سبق وأن تم طرحه منذ سنوات، لكن الفارق اليوم بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن ضعيف في البيت الأبيض، وإسرائيل تريد استغلال ضعفه في هذا السياق.

وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، تسعى إسرائيل دائمًا إلى التصعيد، وإشعال فتيل الحرب في المنطقة برمتها، وعلى حساب الآخرين، حيث تسعى لإسقاط هذه الدول في فخاخها.

وتابع: "الدول العربية عامة لا تواجه أي تهديدات عسكرية، أو مشكلة مستعصية لا يمكنها حلها مع إيران، لكن المشكلة أن بعض القادة ممكن ألا يفكروا في مصالح شعوبهم، ومصالح المسلمين، بل يفكرون في مصالح إسرائيل ويعتبرون أنفسم أقرب لليهود من المسلمين".

وكان مسؤول إيراني، قال أول أمس الاثنين، إن بلاده "تعتقد أن إسرائيل اغتالت عالمين إيرانيين بتسميم طعامهما".

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، عن المسؤول الإيراني، قوله إننا "نعتقد أن إسرائيل اغتالت عالمين إيرانيين بتسميم طعامهما"، لافتا إلى أن "مهندس الطيران أيوب الإنتصاري والجيولوجي كمران أغملائي عانيا من أعراض تسمم قبل الوفاة".

وفي الثالث من الشهر الجاري، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن مصدر مطلع، أن أحد أفراد الحرس الثوري الإيراني قتل بحادثة داخل منزله، كما نفى المصدر في الوقت نفسه أنباء عن اغتيال العقيد في الحرس الثوري علي إسماعيل زاده.

وفي 22 مايو/ أيار الماضي، لقي العقيد في الحرس الثوري صياد خدائي مصرعه برصاص أطلقه شخصان كانا على دراجة نارية في طهران، أثناء عودته إلى منزله.

يأتي ذلك في وقت ذكرت وسائل إعلام عبرية، في وقت سابق، أن "إسرائيل وتركيا أحبطتا هجوما إيرانيا على أهداف إسرائيلية على الأراضي التركية الشهر الماضي".