حملة "حريق بالناقص" لحماية أكبر مساحة خضراء في بيروت

نفذت عشرات الجمعيات اللبنانية في بيروت، يومي 18 و19 يونيو/ حزيران، حملة لتعشيب "حرش بيروت" المساحة الخضراء الأكبر في المدينة وذلك بعد أن اندلع حريق في الحرش منذ عدة أيام كاد أن يؤدي إلى كارثة.

وتحت عنوان "حريق بالناقص" وبرعاية محافظ مدينة بيروت مروان عبود، ومشاركة فوج الإطفاء وحرس البلدية وعشرات الجمعيات، انطلقت حملة التعشيب تفاديا للمزيد من الحرائق.

وقال أحمد البخاري قائد في كشافة المشاريع – مفوضية بيروت لـ"سبوتنيك"، إننا "أحببنا المشاركة في هذا النشاط البيئي كجمعية كشفية لنحافظ قدر المستطاع على البيئة بشكل عام وحرش بيروت بشكل خاص، لأنه المنطقة الخضراء الوحيدة في بيروت، وما نقوم به هو خطوة استباقية لمنع حدوث كارثة الحرائق، الحرش ممتلئ بالأعشاب اليابسة القابلة للاشتعال نتيجة عدة عوامل أبرزها ارتفاع درجات الحرارة".

حملة "حريق بالناقص" لحماية أكبر مساحة خضراء في بيروت

© Sputnik . Abdul Kader Albay

وأضاف "اليوم لدينا القدرة للسيطرة على الحرائق قبل اندلاعها وإذا تساهلنا لن نستطيع السيطرة غدا، لذلك استقدمنا الفرق الكشفية وشاركنا بقدر المستطاع لنساهم بإزالة الخطر عن حرش بيروت".

في إحدى زوايا الحرش يعمل كريم عيتاني، ابن الـ 12 عاما مع والدته تالا سنو، على إزالة الأعشاب عبر مشط للأرض، يقول كريم أنه "يساعد لكي تتحسن الطبيعة في لبنان، مولدات الطاقة التي ارتفع عددها في بيروت تبث الغازات والدخان السيء والأشجار تعمل على تنقية الهواء من التلوث، لذلك أعمل وأساعد من أجل الحفاظ على الأشجار ومنع احتراقها".

حملة "حريق بالناقص" لحماية أكبر مساحة خضراء في بيروت

© Sputnik . Abdul Kader Albay

تقول والدة كريم إنها "وجدت دعوات على وسائل التواصل الاجتماعي للمساعدة في حملة تعشيب الحرش، وهو يعد المساحة الخضراء الوحيدة في بيروت والدخول اليه مجاني، لذلك الأطفال أبدوا حماسهم للمشاركة".

وقال النائب فؤاد مخزومي عبر حسابه في "تويتر" إن " الحرش يجب أن يبقى محمية طبيعية ومساحة خضراء يجد فيها أهالي بيروت والمنطقة متنفسًا لهم وهذا ما شددنا عليه عندما تقدمنا بمشروع القانون الذي أُقر وجعل من الحرش محمية طبيعية".

حملة "حريق بالناقص" لحماية أكبر مساحة خضراء في بيروت

© Sputnik . Abdul Kader Albay

وناشد مخزومي "وزارة الداخلية وكافة المعنيين باستكمال تطبيق حملة إزالة التعديات والمخالفات كالمقاهي العشوائية التي تشوه صورة الحرش. كما أنه من الضروري زيادة عدد فوج الحرس البلدي وحاويات ومستوعبات النفايات داخل الحرش".

وختم "استكمالًا لمبادرة إنارة مدينة بيروت بالطاقة الشمسية التي نفذتها مؤسسة مخزومي على عدة مراحل، سنقوم بإنارة مناطق معينة من الحرش وهذا ما تم التوافق عليه مع المعنيين لأن حرش بيروت تراث بيروتي وقلب العاصمة ورئتها التي يجب المحافظة عليها".

حملة "حريق بالناقص" لحماية أكبر مساحة خضراء في بيروت

© Sputnik . Abdul Kader Albay

يعود تاريخ حرش بيروت إلى ستينات القرن الماضي حين أمر رئيس الوزراء سامي الصلح، أن يسيج ما تبقى من غابة الصنوبر (330 ألف متر مربع)، بهدف حمايتها وأعلنها حديقة عامة.

حملة "حريق بالناقص" لحماية أكبر مساحة خضراء في بيروت

© Sputnik . Abdul Kader Albay

وتعرض الحرش عام 1982 إلى ضربة جوية إسرائيلية دمرت معظمه وأحرقت غالبية أشجاره لذلك بقي مغلقا أمام العموم حتى أواخر عام 2015.