خبير أردني لسبوتنيك: تشكيل حلف عسكري في المنطقة ضد إيران كما ترجو إسرائيل تواجهه تحديات عديدة

اعتبر المحلل السياسي والباحث الأردني، عريب الرنتاوي أن أحد مضامين جولة الرئيس الأمريكي جو بايدن المرتقبة في المنطقة يتعلق بالملف الإيراني، مبيناً أن تشكيل حلف عسكري في المنطقة ضد إيران كما ترجو إسرائيل تواجهه تحديات عديدة.

عمان– سبوتنيك. وأشار الرنتاوي، في تصريح لوكالة "سبوتنيك"، إلى أن الملف الإيراني، سيكون أحد ملفين يحملهما بايدن في جولته للمنطقة إلى جانب ملف الأزمة الأوكرانية، لافتا إلى أن الملف الإيراني يأتي "لا سيما مع تعثر فرص التوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، [سيكون] هنا الطموح ليس ناتو عربي عسكري كما كان يقال، أعتقد أن هذا غير وارد، لكن خلق حلف أمني، ربط راداري مشترك بين هذه الأطراف، لإنذار مبكر".

وتابع موضحا "ربما مطلوب أن تكون هناك قبة حديدية إقليمية بدلا من القبة الإسرائيلية فقط، وهنا ندخل إلى موضوع في حال كان هنالك أي مواجهة عسكرية إسرائيلية إيرانية فتكون بعض الدول العربية منظومة إقليمية دفاعية من خلال شبكة رادارات مرتبطة مع بعضها البعض بقيادة أميركية إسرائيلية".

ومن ناحية أخرى أشار الرنتاوي إلى أن "بايدن غير متحمس لحلف عسكري [ضد إيران] لكن إسرائيل تفكر جدياً بتوجيه ضربة لإيران، ولهذا السبب فإن إسرائيل "تدفع بمزيد من العسكرة لهذه العلاقات العربية الإسرائيلية".

وتابع "لكن على دول الخليج أن تدرك أن إسرائيل لا يمكنها أن تحل محل أمريكا كحامي لها أو أن تكون مظلة أمنية لهذه الدول ثانياً أن هذا يهدد هذه الدول أن تفتح عواصمها كي تكون ساحة لهذه الحرب المقبلة وخسائرها ستكون جسيمة".

وعلق الرنتاوي على ما سبق بقوله "إن المشروع في بُعده الإسرائيلي والإيراني سوف يواجه بعض التحديات"، موضحاً أن "الإمارات أقامت علاقات وطيدة مع إيران في الآونة الأخيرة بالذات بعد ضربات الحوثي لها وكان لافتا الموقف الإماراتي بأنهم لن يجعلوا من بلادهم منصة للهجوم على أي دولة أخرى".

وأضاف:

"باعتقادي هنالك تردد خليجي واضح للذهاب مع أمريكا وإسرائيل في هذا الاتجاه، لأنهم يعلمون جيداً أنهم هم الذين سيدفعون الثمن، وبالتالي سيكونون هم خط الدفاع الأول عن إسرائيل بدون أي مقابل".

واستطرد الرنتاوي قائلا: إن "العراق لن يكون جزءاً من هذا الترتيب، والعراق أنجز للتو قانون تجريم التطبيع والحكم بالإعدام على المطبعين، فلن يجرؤ رئيس وزراء – حتى لو رغب أن يكون جزءاً من هذا الترتيب الإقليمي".

وأضاف "كما أن عُمان لديها قناة كبيرة من الروابط مع إيران، وفق الرنتاوي الذي يشير إلى أن قطر أيضاً لديها أكبر حقل غاز مشترك مع إيران، والكويت تركيبتها السكانية تجعلها غير قادرة على الذهاب في مشاريع تطبيع أو في استعداء إيران، إلى الحد الذي يمكن أن يؤدي إلى اضطراب داخلي".

وتابع "في حين أن [ولي العهد السعودي محمد] ابن سلمان مستعد لخطوات صغيرة في التطبيع مع إسرائيل ولكن ليس للذهاب إلى تطبيع شامل وتحالف"، موضحا بقوله "يعني هو مستعد لترتيبات العلاقة في جزر ومضائق تيران وصنافير، ومن الممكن أن يفتح المجال الجوي السعودي للطيران الإسرائيلي".

وهنا يشرح الرنتاوي قضية تتعلق بالأجواء السعودية، التي يشير إلى أنها مفتوحة بطلب من الإمارات والبحرين [لمرور الطيران الإسرائيلي]، وقال إن "الرئيس [الأميركي] في زيارته المرتقبة سيذهب أساساً من مطار بن غوريون إلى جدّة، لكن الرنتاوي يُذكّر بأن "[الأجواء السعودية] غير مفتوحة للطيران الإسرائيلي التجاري والمدني، لمناطق آسيا والمحيطين إلى حد الآن".

واستطرد "لكن أستبعد أن تذهب السعودية أبعد من ذلك بكثير في هذه المرحلة".

ومن المقرر أن يقوم الرئيس الأمريكي جو بايدن، بجولة في منطقة الشرق الأوسط، لأول مرة منذ توليه الرئاسة، في الفترة من 13 إلى 16 تموز/يوليو القادم، تشمل إسرائيل والضفة الغربية والسعودية.

ويلتقي بايدن خلال زيارته إلى السعودية قادة دول مجلس التعاون الخليجي، ومصر والأردن والعراق.