خرافة الهيدروجين غير مجدية والطاقة النووية والمتجددة ستسيطران على مستقبل الطاقة... ولكن بشرط

قال فاليري بيسيل، أستاذ جامعة جوبكين للنفط والغاز، إن مصادر الطاقة الأحفورية، مثل النفط والغاز والفحم، ستشغل 5-10% من توازن الطاقة العالمي في نهاية القرن الحادي والعشرين، وستكون حصة مصادر الطاقة المتجددة 85-90%، ولكن بشرط أن تتمكن البشرية من إتقان تقنيات الاندماج النووي الحراري المتحكم فيه.

شرط الانتقال

وكتب بيسيل مقالا مطولا على موقع "energypolicy" أكد من خلاله أن: "الطاقة الأحفورية كانت في بداية القرن الحادي والعشرين (النفط والغاز والفحم) تهيمن على سوق الطاقة، وتحتل 88% من توازن الطاقة في العالم، والطاقة المتجددة الآن تمثل 11% فقط. في منتصف القرن الحادي والعشرين، ستسود التقنيات الهجينة بسبب حقيقة أن الموارد الطبيعية ستنخفض تدريجيا. في نهاية القرن الحادي والعشرين، ستهيمن الطاقة المتجددة بنسبة 85-90% إذا قمنا بحل مشكلة الاندماج النووي الحراري. الطاقة الأحفورية سوف تأخذ حصة من 10-15% لا أكثر".

خرافة الهيدروجين

وفقا لخبير الطاقة العالمي، لن يتمكن الهيدروجين من أن يصبح المصدر الرئيسي للطاقة في العالم، وأضاف: "طاقة الهيدروجين، كصناعة طاقة منفصلة، ليست مثيرة للاهتمام لأي شخص على الإطلاق، لأنك دائما تنفق طاقة في عملية الحصول على الهيدروجين أكثر من الطاقة التي تحصل عليها من الهيدروجين ذاته".

وعن تقييم الجدوى الاقتصادية لطاقة الهيدروجين قال: "إنها مجرد فيزياء عملية. نعم، نقول جميعا أن الهيدروجين لديه أعلى درجة حرارة احتراق محددة فيزيائيا، ولكن بعد كل التجارب، يتم قياس خزانات الوقود لدينا ليس بالكيلوغرام، بل باللتر، وهذا هو المهم، أولا وقبل كل شيء. الحجم. وفي الوقت نفسه، فإن الحرارة الحجمية لاحتراق الهيدروجين أقل من حرارة الميثان بمقدار 1.1 مرة، والميثان السائل بمقدار 2.5 مرة، والوقود الهيدروكربوني السائل بمقدار 4-4.4 مرة".

الجدول الزمني للانتقال إلى طاقة المستقبل

شدد بيسيل على أنه على رغم الضجة الإعلامية حول الانتقال إلى الطاقة الجديد، تسير جميع التغييرات في قطاع الطاقة ببطء شديد، وأضاف: "جميع معدلات تغيرات الطاقة منخفضة للغاية، لأن الطاقة هي "قاطرة ضخمة". لأنه في مجال قطاع الطاقة، لا يكفي أن تحتاج إلى إيجاد مصدر جديد للطاقة، بل تحتاج إلى إعادة بناء البنية التحتية للطاقة بأكملها التي تم إنشاؤها لهذا النوع تحديدا أو ذاك، وذلك يستغرق عدة سنوات".

وتابع: "انظروا، لم يحدث انتقال إلى الطاقة المتجددة بعد، حتى الانتقال إلى الغاز الطبيعي لم يحدث، لأن الغاز لا يزال يحتل المركز الثالث في توازن الطاقة العالمي، متخلفا عن النفط والفحم".

العائق الأكبر​

إن نمو استهلاك الطاقة العالمي سيدفع العالم للبحث عن مصادر طاقة جديدة وأكثر كفاءة، وأضاف الخبير: ​"على مدى السنوات الـ 40 الماضية، نما استهلاك الطاقة ككل كل عام بنسبة 2.5%، وفي عام 2020 وصلت النسبة إلى 2.8%.​ هذه زيادة كبيرة في استهلاك الطاقة، علينا أن نتعايش مع هذا الواقع. في الوقت نفسه، أولا وقبل كل شيء، يتزايد استهلاك الطاقة من الفرد".

"إن استهلاك الطاقة ككل يبلغ 13.8 مليار طن، وبحلول عام 2100 سيكون 26 مليار طن على الأقل، ولكن إذا كان 14 مليار شخص يعيشون على الأرض بحلول عام 2100، فإن استهلاك الطاقة يمكن أن يكون 35 مليار طن".

فاليري بيسيل

أستاذ جامعة جوبكين للنفط والغاز

​ونتيجة لذلك، فمن الممكن أن تبحث البشرية في المستقبل عن مصادر جديدة للطاقة بشكل أساسي وتعمل على الاندماج النووي الحراري المتحكم فيه.

وختم بيسيل: "في المستقبل، سنكمل العمل على الاندماج النووي الحراري، وربما نجد مصدرا عالميا جديدا للطاقة، لكن الأمر سيستغرق بعض الوقت".