هل تبعث بريطانيا رسائل للتعبير عن تمسكها بالعراق
هل تبعث بريطانيا رسائل للتعبير عن تمسكها بالعراق
تابعنا عبر
أعلنت وزارة الدفاع البريطانية، يوم السبت، عن ضربة جوية بطائرة "ريبر" بدون طيار على مجموعة من مسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي (المحظور في روسيا) شمال مدينة تكريت في العراق.
فيما كشف تقرير لموقع (يو كي ديفنس جورنال) البريطاني المتخصص بالشؤون العسكرية أن سلاح الجو الملكي البريطاني استخدم طائرات مسيرة من طراز "ام كيو ناين ريبر" لشن غارة جوية في شمال تكريت داخل العراق بحجة محاربة "داعش" في إعلان هو الأول من نوعه عن مشاركة بريطانية منذ فترة طويلة.
فلماذا بدأت بريطانيا تكشف عملياتها العسكرية في العراق وسوريا؟
عن هذا الموضوع يقول ضيف برنامج "هموم عراقية" على أثير راديو "سبوتنيك" مدير مركز الاعتماد للدراسات والبحوث الأمنية الدكتور عماد علو:
"هذه الضربات البريطانية قد تكون مختلفة عن سابقاتها، ذلك أنها تأتي ضمن سياق الاستعدادات لزيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الشرق الأوسط، وكذلك بعد إعلان العاهل الأردني عن تشكيل ناتو عربي، علاوة على تداعيات الأزمة الأوكرانية ومسألة وجود قوات روسية وإيرانية في سوريا، لذا فإن العمليات الجوية البريطانية قد تبعت رسائل مفادها أن الولايات المتحدة الأمريكية ليست وحدها في مواجهة المحور الروسي - الإيراني - الصيني في المنطقة، كما أنها تريد القول بأن الغرب متمثلا في حلف الناتو لا ينوي رفع يده عن منطقة الشرق الأوسط".
وأضاف علو، "أن تراجع الدور الأمريكي في الشرق الأوسط يأتي ضمن إطار الاستراتيجية الأمريكية في التوجه نحو المحيط الهادي لمواجهة التنين الصيني، ويبدو أن هناك إعادة نظر لهذه الاستراتيجية خاصة بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا وتصاعد النفوذين الروسي والصيني في المنطقة، وتأتي إعادة النظر هذه بعد ضغط الدول الأوروبية وحلف الناتو وتحديداً تجاه منطقة الشرق الأوسط، للوقوف بوجه تنامي نفوذ روسيا وإيران والذي يعده الغرب مهددا لمصالحه في هذه المنطقة التي تمتلك أهمية استراتيجية نظراً لما تمتلكه من نفط وغاز، لاسيما بعد قرارات الغرب بالتخلي عن مصادر الطاقة الروسية واللجوء إلى مصادر الطاقة في الشرق الأوسط، لذلك فإن الوجود العسكري لحلف الناتو سيتصاعد دوره في الأشهر المقبلة للتعبير عن تمسكه بهذه المنطقة".
التفاصيل في الملف الصوتي المرفق