فنانو سوريا ومنتجوها يتنادون لانتشال دراما بلادهم من قاع الحرب

استدعت حرب العشر سنوات في سوريا من المنتجين والفنانين والمخرجين أن يتحولوا إلى شهود على معاناة شعب أراد الحياة.

دمرت الحرب البنى التحتية، فتحولت الكثير من المناطق السورية إلى مسرح طبيعي لكثير من المسلسلات والأفلام التي نالت جوائز دولية.

وزير الإعلام السوري بطرس حلاق، أشار في حديث للصحفيين إلى دور الدراما في التصدي لحرب الوعي وإرهاب الفكر والتي تعد من أخطر الحروب التي تعرضت لها سوريا وتستهدف بنيتها السياسية والثقافية والمجتمعية.

وبين حلاق أن الحديث عن صناعة الدراما يجب أن ينطلق من أفكار واقعية تستند إلى قدرتها على التأثير من خلال الصورة والصوت والأعمال القادرة على زرع الأفكار الهادفة وترسيخ القيم التي تحملها مجتمعاتنا من تراث غني بالعادات والتقاليد والعبر.

فنانو سوريا ومنتجوها يتنادون لانتشال دراما بلادهم من قاع الحرب

© Sputnik . NOUR MOLHEM

ولفت وزير الإعلام السوري إلى الخطر المحدق الذي يحيط بالدراما والمجتمع، والمتمثل بخطاب الكراهية وتعميم السلبيات وتزييف الحقائق، والتي تبنتها بعض النماذج من الدراما.

الدراما مقصرة

يرى عميد المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق، تامر العربيد، أن "الأعمال الدرامية والسينمائية التي تتحدث عن الحرب السورية كانت مقصرة" مؤكدا أن "نتائج هذه الحرب على الشعب، مثلها مثل هذا النوع من الأزمات التي تمر بها الشعوب، يحتاج إلى وقت كبير لفهمه وهضم نتائجه".

وأشار العربيد في تصريح لـ"سبوتنيك" إلى أن النهوض بالدراما السورية يحتاج إلى عوامل عديدة ويتطلب النظر إلى الكثير من المعطيات منها الانتاج والرقابة، لذلك مطلوب من الكتاب والمخرجين وصناع الدراما أن يتعاملوا مع ما مرت به سورية بفهم عميق من حيث الانتكاسات على المجتمع، فالدراما والسينما لها دورها لتقيم المجتمع وما المقصود وكيف من الممكن الاستفادة من مشاكل الحرب.

العقوبات التكنولوجية

يشجع مدير عام المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي في سوريا، أحمد الخضر، المخرجين والمنتجين السوريين على استغلال المناطق التي تقع تحت سيطرة الجيش لتوثيق أعمال الإرهاب والدمار والتشريد الذي حل بالشعب السوري.

ويضيف في تصريحه لـ"سبوتنيك" أن "الفن كان يسبق السياسة أما الآن فإن السياسة تجاوزت الفن بمراحل وسيطرت عليها وعلى أدواتها وعلى كل ممتلكاتها والسبب هو راس المال الذي يتحكم بالعملية".

فنانو سوريا ومنتجوها يتنادون لانتشال دراما بلادهم من قاع الحرب

© Sputnik . NOUR MOLHEM

وأوضح الخضر: ليست الأوضاع الأمنية وحدها هي التي أثرت على الدراما السورية، فالعقوبات التكنولوجية التي فرضت على البلاد أثرت على نوعية التصوير أيضا، وبالإضافة إلى ذلك، قلة شركات الإنتاج التي تعمل الآن في البلاد"، مشيرا إلى أن كل ذلك أفضى إلى أن "معظم المسلسلات كانت بعيدة عن وجع الناس وركزت على البيئة الشامية".

تكرار الأفكار

المخرج السوري المعروف وليد درويش يوافق رأي الخضر، ويؤكد في تصريحه لـ "سبوتنيك" أن الدراما السورية التي تعاطت مع الحرب كانت قليلة جداً مقارنة بالسينما التي وثقت أعمال الإرهاب، حيث تم تصوير عشرات الأفلام التي تناولت واقع الحرب ونتائجها.

وأشار المخرج درويش إلى أن معظم أفكار المسلسلات مكررة، تدور عن أفكار مبتذلة غير هادفة كفكرة الخيانة الزوجية والغدر والعلاقات المشبوهة والانحلال الأخلاقي وتجارة المخدرات، وبالمقابل فقد غاب عن سيناريو الأعمال الدرامية السورية خلال الأعوام العشرة الأخيرة، عناصر لطالما كانت من أبرز أسرار نجاحها وهي الفكرة القوية والحبكة المترابطة والخاتمة التي تركز على عنصر المفاجأة والتجديد.

ولفت درويش إلى أن من واجب القائمين على الدراما وضع استراتيجية وطنية لصناعة الدراما تحدد ببنود وشروط ما يخدم المجتمع السوري ولا سيما أنها تقاعست عن دورها في بناء المجتمع، ولحقت بركب الرغبات التي تفرضها رؤوس الأموال المنتجة.

1/4

© Sputnik . NOUR MOLHEM

فنانو سوريا ومنتجوها يتنادون لانتشال دراما بلادهم من قاع الحرب

2/4

© Sputnik . NOUR MOLHEM

فنانو سوريا ومنتجوها يتنادون لانتشال دراما بلادهم من قاع الحرب

3/4

© Sputnik . NOUR MOLHEM

فنانو سوريا ومنتجوها يتنادون لانتشال دراما بلادهم من قاع الحرب

4/4

© Sputnik . NOUR MOLHEM

فنانو سوريا ومنتجوها يتنادون لانتشال دراما بلادهم من قاع الحرب

1/4

© Sputnik . NOUR MOLHEM

فنانو سوريا ومنتجوها يتنادون لانتشال دراما بلادهم من قاع الحرب

2/4

© Sputnik . NOUR MOLHEM

فنانو سوريا ومنتجوها يتنادون لانتشال دراما بلادهم من قاع الحرب

3/4

© Sputnik . NOUR MOLHEM

فنانو سوريا ومنتجوها يتنادون لانتشال دراما بلادهم من قاع الحرب

4/4

© Sputnik . NOUR MOLHEM

فنانو سوريا ومنتجوها يتنادون لانتشال دراما بلادهم من قاع الحرب

وكانت قد انطلقت ورشة عمل بعنوان "الدراما السورية.. صناعة فكر ومسؤولية مجتمعية" تحت رعاية رئاسة مجلس الوزراء على مدى يومين متتالين بفندق الشام وشارك في الورشة أهل الاختصاص من كتاب ومخرجين ومنتجين ونجوم وفنيين وإعلاميين، انطلاقاً من أهمية الدراما السورية والمساهمة في تطوير صناعتها ومناقشة العقبات التي تواجه الإنتاج الفني على أمل النهوض بالدراما.