اللبنانيون يحيون الذكرى الثانية لانفجار مرفأ بيروت بدموع الحسرة والغصب

أحيا اللبنانيون اليوم، الخميس، الذكرى الثانية لانفجار مرفأ بيروت الذي أوقع أكثر من مئتي قتيل و6500 جريح بالإضافة إلى دمار هائل وخسائر مادية فادحة.

وانطلقت ثلاث مسيرات من عدة نقاط نحو مرفأ بيروت، أولها من القصر العدلي والثانية من مركز فوج الإطفاء والثالثة من وسط بيروت.

وتجمع أهالي الضحايا بدموع وحسرة وغضب عند النقاط المحددة حاملين صور الضحايا، ورافعين شعارات تطالب بمحاسبة مرتكبي الجريمة إلى جانب عدد من المشانق والتوابيت التي كتبوا عليها عبارات من نوع "الدولة قتلت أخي".

وقال شادي دوغان، شقيق الضحية محمد نور دوغان لـ"سبوتنيك" إنه "دفن بيديه شقيقه ولا يزال الوجع مستمرا، والصرخة لم تتغير بل أصبحت أقوى، فالجرح عميق ولا نستطيع أن ننسى، كل يوم يمر علينا هو 4 آب/أغسطس الذي كسرنا ودفننا بسبب الدولة الفاسدة، نحن نطلب التحقيق والعدالة وهو أقل من حقنا لنعرف من فجر مرفأ بيروت، أريد أعرف من قتل شقيقي في مكان من المفترض أن يكون آمنا، ولآخر نفس سنستمر لنحصل على الحقيقة والمشانق جاهزة لتعليقها على الباب رقم ثلاثة للمرفأ".

اللبنانيون يحيون الذكرى الثانية لانفجار مرفأ بيروت بدموع وحسرة وغضب

© Sputnik . Abed.K Bay

وأما الياس معلوف، والد الضحية جورج، فقد عبر عن غضبه قائلا أنه "عوضا عن هدم صوامع المرفأ، ما رأيهم بوضع رؤساء الأحزاب ومجلس النواب والحكومة داخل الأهراءات وتفجيرها؟، لقد قتلوا ابني وحرمونا من أبنائنا، دون عدالة لا يوجد لبنان".

وانطلق مئات المحتجين نحو مدخل البرلمان اللبناني حيث وقعت بينهم وبين الحرس المكلف لحماية المجلس مواجهة محدودة، استعمل فيها المتظاهرون المفرقعات.

تعثر في المسار القضائي

وقال نقيب المحامين السابق والنائب في البرلمان اللبناني ملحم خلف في تصريح لـ"سبوتنيك": "نحن في تعثر كامل في المسار القضائي اللبناني وهو يعود لعدة أسباب، السبب الأول هو زج ملف انفجار المرفأ بتجاذب سياسي، وعندما يقع هذا التجاذب السياسي يصبح كل شخص يعتقد أنه هو القاضي والمحكمة بل أعلى من المسائلة، لذلك يجب رفع يد السياسيين عن القضاء لتمكينه من متابعة دوره".

وتابع: "ثانيا يجب على النيابة العامة أن تقوم بدورها الأساسي وهو حمل ملف كبير كانفجار المرفأ، ولكننا نراها غائبة عن المتابعة القضائية".

اللبنانيون يحيون الذكرى الثانية لانفجار مرفأ بيروت بدموع وحسرة وغضب

© Sputnik . Abed.K Bay

وأضاف:"السبب الثالث هو مشكلة عدم تمكين السلطات من إتمام التبليغات التي يطلبها القاضي وهو نوع من الإقفال على الذات، بل أكثر من ذلك عندما نتعسف باستعمال الحق لعرقلة المسار القضائي فهذا أيضا من الأمور التي تساهم في التعثر".

وقال إن "كل ما تم ذكره هو غير مقبول ولا يمكن السكوت عنه، واليوم أفضل ما يمكن فعله هو أن نصمت ليصبح الصدى مدويا في ضمير من يعرقل التحقيق".

اللبنانيون يحيون الذكرى الثانية لانفجار مرفأ بيروت بدموع وحسرة وغضب

© Sputnik . Abed.K Bay

وأشار خلف إلى أنه "على المستوى الخارجي، نحن نرى أنه لا تعاون من قبل الدول كونها لم تعطنا صور الأقمار الصناعية ليوم الكارثة، وكأنه لا توجد إرادة لمساعدة القضاء على إتمام التحقيق".

وأضاف: "تم إرسال ثلاث رسائل من قبل نقابة المحامين في بيروت للأمين العام للأمم المتحدة دون جواب شاف، وتم تسطير 16 استنابة قضائية من قبل المحقق العدلي ولم تنفذ بسبب عدم التعاون الدولي".

ولفت خلف إلى أن "الخبراء الدوليين الذين زاروا موقع الانفجار لم يخرجوا بتقرير حتى اليوم، وكل هذا يظهر أنه هناك عرقلة من الداخل وعدم تعاون من الخارج وهو أمر مرفوض، فإذا سقط القضاء سيسقط لبنان، ليس هناك من مرجعية إلا مرجعية القضاء اللبناني الذي عليه استنهاض نفسه، وعلى كل الطبقة السياسية أن ترفع يدها عن القضاء ليتمم القاضي عمله للوصول إلى الحقيقة، لا نستطيع القبول بجريمة غير معاقب عليها وإذا أرادوا مكافأة المجرمين فليستمروا بعرقلة القضاء".