وكان الجندي بيرغين أحد حراس المبنى في كارلخورست، ضاحية برلين، الذي تم فيه توقيع اتفاقية الاستسلام اللامشروط لألمانيا النازية. ووفق موقع "الصحافة الحرة"، فإن الجنرال فيلدمارشال كايتيل، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الألمانية، الذي كان عليه أن يوقع اتفاقية الاستسلام تعثر في إنجاز مهمته بسبب قطرة الحبر التي سقطت من القلم الذي تم تسليمه إياه، على الورق، فطلب كايتيل القلم الذي لا تتساقط منه قطرات الحبر. ولم يوجد قلم الحبر المطلوب إلا بحوزة الجندي بيرغين.
رمز ذو دلالة بالغة
وانتهك العدو حرمة حدود وطن الجندي بيرغين، في 22 يونيو/حزيران 1941، ليتوغل في أراضي اتحاد الجمهوريات السوفيتية ويحتل أجزاء كبيرة منها، واستمر في احتلالها حتى تحريرها ووصول المحررين إلى حدود الاتحاد السوفيتي في جزئها المتاخم لرومانيا في 26 مارس/آذار 1944.
ومما له دلالته أيضا أن الجنود الذين تولوا خفر هذا القطاع من حدود الاتحاد السوفيتي في عام 1944 هم منتسبو نفس وحدة قوات حرس الحدود التي تصدت للغزاة في هذا المكان في 22 يونيو/حزيران 1941.
الدفاع المستميت
الأبطال الأوائل
وكان 32 جنديا من حراس حدود الاتحاد السوفيتي في مقاطعة بيلوستوك التابعة لجمهورية بيلاروسيا، من أبطال الحرب ضد العدوان النازي الأوائل. وهاجمتهم كتيبة كاملة لقوات ألمانيا النازية مدعومة من قبل الدبابات والمدفعية، في فجر 22 يونيو/حزيران. وصدوا 7 هجمات خلال 10 ساعات، ولم يتركوا مواقعهم إلا بعد أن تلقوا أمرا بالانسحاب.
وقضى حراس الحدود قرب نهر بوغ الغربي 11 يوما في صد هجمات القوات الألمانية، وقدموا جميعهم حياتهم فداء من أجل الدفاع عن الوطن.
وفي نفس المنطقة دافع حارس الحدود فاسيلي بتروف عن معبر نهر بوغ الغربي خلال 5 ساعات، وعندما نفدت ذخيرة مدفعه الرشاش فجّر نفسه بالقنبلة اليدوية وسط الأعداء.
التاريخ يحفظه
وشاركت قوات حرس الحدود في الكثير من المعارك الأخرى، وبالأخص معركة الدفاع عن موسكو. ووصلت 5 أفواج من حرس الحدود إلى عاصمة الرايخ الثالث (ألمانيا النازية)، واقتحم أحدها معقل القيادة النازية في وسط برلين إلى جانب وحدات الجيش الأحمر.
أما قلم الحبر الذي استخدم لتوقيع اتفاقية استسلام ألمانيا النازية فلم يستعِده صاحبه الجندي بيرغين. ولكنه – غالب الظن – لم يأسف لذلك، فقلمه لم يضع، إذ أن التاريخ يبقى يحفظه.