اعتدت ألمانيا النازية على روسيا في يونيو/حزيران 1941، واستخدمت روسيا كل ما يمكن استخدامه لصد العدوان.
البداية المضحكة
ومن الوسائط التي استخدمتها روسيا لإيقاف المعتدين طائرات "أو-2". وذكر الكاتب كونستانتين سيمونوف، وهو مراسل صحيفة "النجم الأحمر"، أن الألمان سخروا من هذه الطائرات، واصفين إياها بـ"روس فانير" (الخشب الروسي).
ولم يتوقع غزاة روسيا أن تستطيع الطائرة الخشبية التي تتراوح سرعتها بين 100 و150 كيلومترا في الساعة ويشبه صوت محركها صوت محرك الدراجة النارية التي تسير على الطريق الرديء، أن تقصف مواقعهم بالقنابل.
وربما كانت السخرية في محلها لو لم يتمكن الروس من الاستفادة من مزايا هذه الطائرة. صحيح أنها صُنعت من الخشب الرقائقي والقماش، ولكنها خفيفة وتستطيع الهبوط في أي مكان والإقلاع من أي مكان في ظلام حالك. صحيح أن سرعتها لا تتجاوز 150 كيلومترا في الساعة، ولكنها تستطيع أن تلقي القنابل على أهداف محددة في الليل بدقة متناهية لا تقدر عليها أي قاذفة قنابل أخرى.
النهاية المفزعة
ولم يكن مصادفة أن تمنح ألمانيا وسام الصليب الحديدي لطياريها الذين أسقطوا طائرة "بو-2".
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الطائرة خرجت إلى حيز الوجود كطائرة تدريب وليست طائرة قتال. وحصلت المفاجأة غير المتوقعة عندما أصبحت الطائرة الخشبية سلاحًا مُجديًا في الحرب.