بقلم: أحمد البنك
وتسبب تداخل وانخراط العديد من الدول الغربية، وعلى رأسها دول الاتحاد الأوروبي، في ما يسمى "التحالف الدولي ضد تنظيم داعش"، وهو التحالف الذي فشل فشلاً ذريعاً في القضاء على التنظيمات المتطرفة، وعلى رأسها تنظيم الدولة الإسلامية، بل ساهم في تمدد وتجذر التنظيم الإرهابي في سوريا والعراق وسعيه لتوسيع عملياته لتمتد إلى ليبيا.
وعقب عودة بعض المقاتلين الأجانب إلى بلادهم بجوازات سفر مزورة، مع شن روسيا غارات جوية مكثفة ضد التنظيم الإرهابي في سوريا، بدأت الدول الأوروبية تدرك مدى خطر تلك العناصر التي دخلت إلى أراضيها، والتي يمكن أن تقوم بتنفيذ عمليات إرهابية في تلك الدول، كما حدث في فرنسا، مؤخراً.
وتعاني فرنسا من دخول العديد من المقاتلين الأجانب إلى أراضيها بجوازات سفر مزورة، وأصبح الأمر يتطلب تنسيق باريس مع دمشق للتحقق من هوية الأفراد الذين يحملون جوازات سفر سورية، ومدى صحة الأوراق الرسمية التي تحملها تلك العناصر.
ذلك لأن الدولة السورية هي الوحيدة القادرة على مساعدة دول الغرب، التي اكتوت بنار الإرهاب، من تحديد العناصر الإرهابية التي تحمل هويات مزيفة.
ففي تفجيرات باريس الأخيرة، كانت العناصر الإرهابية، التي قامت بتنفيذ العمليات، تحمل جوازات سفر مزيفة، وهو ما فشلت السلطات الفرنسية بمعرفته، وهذه عقبة كبرى أمام فرنسا ودول الاتحاد الأوروبي، يمكن تجاوزها بطلب التنسيق مع الأجهزة الأمنية السورية، وهو ما سترحب به دمشق، شريطة أن تتوقف تلك الدول عن دعم الإرهاب والعناصر المتطرفة التي تقاتل الجيش العربي السوري.
الرئيس السوري بشار الأسد أعلن استعداده للتبادل الاستخباراتي مع فرنسا، شرط أن توافق الأخيرة على تغيير سياساتها بشأن سوريا.
وقال الرئيس الأسد، "إذا كانت الحكومة الفرنسية غير جدية في محاربة الإرهاب، فنحن لن نضيع الوقت مع دولة نظام حكمها أو مؤسساتها تدعم الإرهاب".
وعقب تفجيرات فرنسا الأخيرة، استنفرت العديد من دول الاتحاد الأوروبي لقواتها الأمنية خشية تعرضها لأي استهداف من قبل العناصر الإرهابية الهاربة من القتال في سوريا.
ويبقى السؤال الآن…هل تبدأ الدول الغربية في دعم الدولة السورية للقضاء على الإرهاب؟ وهل يمكن أن تلجأ للتنسيق الاستخباري مع دمشق لمعرفة هوية الأفراد الحاملين لجواز السفر السوري والداخلين لأراضيها؟
لقد أثبتت التجربة فشل التحرك الفردي من قبل دول "التحالف الدولي ضد داعش" في سوريا، مما يستلزم ضرورة التنسيق مع مؤسسات الدولة السورية، لتبادل المعلومات الاستخبارية حول العناصر الإرهابية المتطرفة، كي تحمي تلك الدول الغربية نفسها من العمليات الإرهابية، وتساعد سوريا في حربها ضد العناصر المتطرفة التي تشكل تهديدا مباشراً لكل دول العالم.
(المقالة تعبر عن رأي كاتبها)