00:00
01:00
02:00
03:00
04:00
05:00
06:00
07:00
08:00
09:00
10:00
11:00
12:00
13:00
14:00
15:00
16:00
17:00
18:00
19:00
20:00
21:00
22:00
23:00
00:00
01:00
02:00
03:00
04:00
05:00
06:00
07:00
08:00
09:00
10:00
11:00
12:00
13:00
14:00
15:00
16:00
17:00
18:00
19:00
20:00
21:00
22:00
23:00
مدار الليل والنهار
02:30 GMT
150 د
مدار الليل والنهار
05:00 GMT
183 د
مدار الليل والنهار
11:00 GMT
183 د
مدار الليل والنهار
18:00 GMT
120 د
مدار الليل والنهار
20:00 GMT
30 د
مدار الليل والنهار
02:30 GMT
150 د
مدار الليل والنهار
05:00 GMT
183 د
مدار الليل والنهار
11:00 GMT
183 د
عرب بوينت بودكاست
16:03 GMT
36 د
مدار الليل والنهار
البرنامج الصباحي - اعادة
18:00 GMT
120 د
مدار الليل والنهار
البرنامج الصباحي - اعادة
20:00 GMT
31 د
أمساليوم
بث مباشر

ليبيا: كيف كانت وكيف أصبحت بعد مقتل القذافي؟

© AFP 2023 / Ahraf Aljalinمعمر القذافي
معمر القذافي - سبوتنيك عربي
تابعنا عبر
سقط نظام القذافي في العشرين من شهر أكتوبر/تشرين الأول عام 2011، عقب مقتله على أيدي مجموعة من الثوار في مدينة سرت مسقط رأس القذافي، التي احتمى بها في أيامه الأخيرة، لتعلن بعدها السلطة الانتقالية في الثالث والعشرين من الشهر ذاته تحرير البلاد ودخولها عهد جديد من الحرية والديمقراطية التي يطمح إليها الشعب الليبي.

 نعرف جميعا أن معمر القذافي هو قائد ثورة ليبيا  ضد الملك إدريس السنوسي، حيث تزعّم القذافي حركة الضباط الأحرار الوحدويين من أجل تحرير ليبيا فيما يعرف بثورة الفاتح، والصدفة أن هذه الثورة نجحت في سبتمبر/أيلول في الإطاحة بحكم السنوسي، أي قبل شهر واحد من نجاح الشعب الليبي في ثورته ضد ثائره القديم الذي حرره من حكم الملك محمد إدريس السنوسي، لكن فصل بين الحدثين 42 عاما كاملة هي مدة حكم معمر القذافي.  داعبت الأحلام مخيلة الليبيين ببلد غني تسوده العدالة والمساواة والديمقراطية والتآخي، لكن وبعد مرور عدة أعوام على سقوط القذافي، ماذا تحقق من هذه الأحلام، وهل ستصير ليبيا كدبي، أم أنها تزحف بهدوء نحو مصير الصومال؟ وهل ما حدث خلال الأعوام الماضية يوحي بما هو أفضل من مدة حكم القذافي التي امتدت لـ42 عاما.

الواقع يقوم أن حلف الناتو فتح الباب على مصراعيه للولايات المتحدة الأمريكية وحفنة الحلفاء في ليبيا. لم يكن الأمر حرصا على مصالح الشعب الليبي ورغبة في تحويل ليبيا لواحة ديمقراطية في المنطقة العربية، إنما الأمر أبعد ما يكون عن هذا. فالمتابع لتطور الأمور في ليبيا عن قرب يجد أن ليبيا ما بعد القذافي تحولت إلى غابة حقيقية مليئة بالسلاح، تسودها الفوضى التي لا تمكنك من التمييز بين الثوار، الذين امتلأت صدورهم برغبة حقيقية في تغيير البلاد للأفضل، وبين اللصوص والمجرمين والمتطرفين والمرتزقة، ممن يعملون لحساب الأسياد الذين يدفعون لهم. وهذا الواقع بالطبع يجعل من تحول ليبيا للديمقراطية وإعادة بناء مؤسسات الدولة أمرا غاية في الصعوبة. إن رغبة الإمبريالية الغربية حاضرة بقوة في اتجاه تمزيق ليبيا إلى دويلات متناحرة، ونهب ثرواتها، والتحكم فيها من نيويورك وبروكسل، بما يخدم مصالح السادة الكبار. ولا يمكن لأي متابع منصف للدولة الليبية منذ سقوط إدريس السنوسي إلا أن يلحظ تحولها من واحدة من أفقر الدول في القارة الأفريقية إلى مصاف دولها الغنية أثناء حكم معمر القذافي. الآن وبعد سقوط القذافي بعدة أعوام، يتم تهريب النفط من خلال العصابات التي تعمل لحساب الكبار، وتحولت ليبيا إلى دولة سائلة فاشلة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، تتحكم فيها الميليشيات المسلحة التي تملك سلاحا يفوق ما كان متاحا أثناء حكم معمر القذافي للبلاد. إن ما يحدث في ليبيا اليوم هو أسوأ سيناريو يمكن تخيله لهذا البلد العريق، حيث صارت ليبيا مرتعا للإرهابيين، القتلة، تجار المخدرات، تجار البشر، كما أصبحت مكانا للتعذيب، تنفيذ الاغتيالات، الاغتصاب، تجارة السلاح غير الشرعية. وما يبدو مقبولا جدا الآن أن معمر القذافي كان بمثابة حجر عثرة أمام تنفيذ مخططات الغرب، الذي لا يرضى بحال وجود دولة أفريقية قوية تتمتع بسيادة وطنية حرة. ومن المثير للسخرية مثلا أن الغرب الذي يدعي الدفاع عن حقوق المرأة قد مهد لاضطهاد المرأة الليبية وعودتها لعصر الحريم بدعمه للجماعات المتطرفة التي تضيق الخناق على المرأة، ولا ترى أنها جديرة بالمساواة مع الرجل. هذا في حين نالت المرأة الليبية حقوقا متزايدة واحتراما كبيرا أثناء حكم معمر القذافي لليبيا، فتمتعت بحقها في التقدم للوظائف، التعليم، وعقود الملكية. ولم يدر بخاطر أي من المسئولين الأمريكان أو الأوروبيين مصير المواطن الليبي المسكين في ظل هذه الفوضى والتسيب في ليبيا، فهم لم يفكروا إلا في مصالحهم فقط دون النظر للبشر.

السلطة الآن في ليبيا هشة للغاية، لا يمكنها السيطرة على الوضع الأمني في البلاد أمام جبروت الميليشيات المسلحة، فالآن يستطيع أي شخص ارتكاب أية جريمة دون خوف من العقاب. قال صلاح العقوري، الطبيب الليبي معلقا على الأمر: أنهكت الفوضى الليبيين وباتت الصراعات القبلية والإيديولوجية أسوأ من القبضة الأمنية للحكم السابق. وأشار العقوري إلى أن العديد من الليبيين الآن صار يترحم على أيام معمر بسبب الوضع المرعب الذي أصبحت عليه ليبيا ما بعد القذافي. ومن ناحية أخرى، وجه البروفيسور محمد الكواش اتهاما صريحا للدول الكبرى والمؤسسات الدولية أنهم لم يكونوا على مستوى العهود التي قطعوها على أنفسهم في مساعدة ليبيا في التحول إلى دولة ناجحة تسودها العدالة والديمقراطية، وإنما تركوها تواجه مصيرا مفزعا. ويرى الكواش أن ما يفعله الغرب هو إصدار التصريحات والبيانات الرنانة التي لا تقدم ولا تؤخر، فالواقع في ليبيا يحتاج لتدخل حاسم لوقف نزيف الدم وتوفير الأمان للمواطن الليبي الذي تخلص من بقعة نار ليجد نفسه وسط الجحيم. 

ترتكز معاناة ليبيا على أربعة محاور تشمل الملف الأمني، الوضع الداخلي، الوضع الإقليمي، الوئام الاجتماعي. ويعتبر المحور الأخير من المحاور الهامة جدا نظرا لحالة التفكك والتمزق التي تعاني منها ليبيا في الوقت الحالي. وقد فشلت كل مساعي المصالحة الوطنية في ليبيا على مدار الأعوم الماضية، منها مثلا مؤتمر المصالحة الوطنية الذي عقد في وقت سابق، الذي لم يشهد أي تقدم على ساحة الحوار الوطني نحو توحيد الصفوف، نظرا لتبني الأطراف المتحاورة توجهات ضيقة قاصرة أدت إلى مزيد من التنافر والتخريب. أما الملف الأمني، فحدث ولا حرج، ولم يكن اختطاف على زيدان إلا دليلا على مدى التردي في الأوضاع الأمنية في ليبيا. فإذا كان رئيس الوزراء غير آمن، ماذا يمكن للمواطن الليبي، أو الزائر الأجنبي أن يشعر خلال وجوده داخل الأراضي الليبية. وفي تصريح خطير صدر عن وزير الخارجية الليبي، قال إن هناك ستة عشر ألف شخص في ليبيا يحملون السلاح ويتظاهرون أنهم من الثوار. وجزء كبير من هذا السلاح ألقاه حلف الناتو للثوار الليبيين أثناء الثورة لمساعدتهم في الخلاص من حكم معمر القذافي. المحور الثالث خاص بالوضع الداخلي في ليبيا، حيث ظهرت النعرة القبلية والتركيبة الشديدة التعقيد لأهل ليبيا، تلك التي غابت خلال حكم القذافي، إلى مقدمة المشهد السياسي، وذلك لأن أعضاء المؤتمر الوطني في ليبيا لا يتمتعون بالخبرة اللازمة ولا القدرات التي تمكنهم بقيادة بلد مثل ليبيا. كما أن العديد من الأشخاص الفاعلين على الساحة السياسية المحلية في ليبيا اليوم ينتمون إلى تنظيمات إرهابية، أو فاسدون مرتشون لا يهتمون سوى بمكاسبهم الشخصية، دون النظر لمصلحة البلاد. أما المحور الرابع والأخير فيرتكز على وضع ليبيا الإقليمي الذي تأثر بشدة بعد سقوك الدولة في 2011، فلم تعد ليبيا دولة فاعلة بين دول الشرق الأوسط وأفريقيا كما كانت، وبالتالي فقدت الاعتبار تماما على المستوى الدولي.

وفي تعليقه على الوضع في ليبيا ما بعد القذافي، يرى العالم السياسي كريستوفر شيفيز أن "القضية الأساسية أن المجتمع الدولي أهمل مسألة إعادة البناء، بعد حملة جوية استمرت سبعة أشهر، في مرحلة ما بعد سقوط القذافي". وأضاف أن الظروف كانت سانحة بعد سقوط القذافي، نظرا لامتلاك ليبيا للثروة اللازمة، لإحداث نقلة نوعية تؤدي إلى تحقيق سلام واستقرار على نحو سريع، لكن ما حدث كان وضعا مأساويا، حدث كنتيجة مباشرة لإهمال الغرب. نعود الآن بعد استعراض الوضع في ليبيا ما بعد القذافي إلى سؤال هام: أين المواطن الليبي من كل هذا؟ وهل حقا صار الناس في ليبيا أفضل حال، كما وعد السادة في حلف الناتو، أم أن الليبيين تعرضوا لخدعة كبيرة وأنهم يعيشون مأساة حقيقية تشبه مأساة العراق، وسوريا، والصومال؟

شريط الأخبار
0
للمشاركة في المناقشة
قم بتسجيل الدخول أو تسجيل
loader
المحادثات
Заголовок открываемого материала