ونشرت المفوضية الاوروبية في وقت سابق تقريرا يشير إلى الاتفاق الذي تم التوقيع عليه بين أنقرة وبروكسل تضمن آلية " واحد مقابل واحد" لإعادة توطين اللاجئين السوريين في أوروبا مقابل كل لاجئ سوري يتم إعادته من اليونان إلى تركيا.
تجاذب ألماني ـ تركي
تعتبر ألمانيا راعي الاتفاق الأوروبي مع تركيا ومحرك العلاقات الأوروبية التركية، ومن تبدو أهمية التصريحات الصادرة من المسؤولين الألمان حول العلاقات مع تركيا سواء على المستوى الثنائي أو مستوى العلاقات مع الاتحاد بصفة عامة.
وزير الخارجية الألماني، فرانك-فالتر شتاينماير، ذكر في تصريحات صحفية أنه لا يعتزم الحديث مع المسؤولين الأتراك بشأن إلغاء تأشيرات الدخول إلى الاتحاد الاوروبي إلا بعد تنفيذ الحكومة التركية كافة الشروط المحددة لذلك.
ونقلت صحيفة "راينيشه بوست" الألمانية في عددها الصادرة اليوم الثلاثاء عن شتاينماير "هناك شروط لإلغاء التأشيرات، وهذه الشروط معروفة لجميع الأطراف" مضيفاً "تركيا ألزمت نفسها باتخاذ الخطوات الضرورية لتحقيق هذه الشروط ولا يزال أمام تركيا عمل يتطلب الإنجاز".
في حين دعا نائب المستشارة الألمانية، سيغمار غابرييل، إلى ضرورة عدم السماح لتركيا بما قال عنه "ابتزاز الاتحاد الأوروبي" بخصوص حرية تنقل مواطنيها في دول الاتحاد الأوروبي، معتبراً أن "تنفيذ الإعفاء من التأشيرة متوقف على تركيا التي تبتعد عن أوروبا بالتفكير في إعادة عقوبة الإعدام في مخالفة لميثاق حقوق الإنسان الأوروبي".
واتهم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أوروبا بعدم الالتزام بتنفيذ التزامها، مشيراً إلى أن بلاده رعت 3 ملايين لاجئ، وان بلاده تحمي أوروبا من خلال تطبيق سياسة الباب المفتوح للاجئين من دون ان تلتزم أوروبا بالاتفاق.
بينما شدد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، على أن بلاده قد تصرف النظر عن الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي حول وقف تدفق اللاجئين في حال استمرار فرض تأشيرة الدخول على المواطنين الأتراك.
رؤية واقعية
ويرى المدير التنفيذي للمجلس المصري للشئون الخارجية، السفير عوت سعد، أن التجاذب التركي الألماني هو شئ طبيعي في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا في ظل الظروف الحالية، مشيراً إلى أن الطرفين في حاجة ماسة لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه فيا يتعلق بملف اللاجئين.
وأضاف خلال الحديث مع "سبوتنيك" اليوم الثلاثاء، ان الموقف الأوربي قائم على الخوف والهلع من اللاجئين الفارين من سوريا والعراق، لافتا إلى أن الموقف الأوروبي من استقبال اللاجئين لا يزال منقسما، حيث ترحب عدد من الدول بينما ترفض الأخرى استقبال اللاجئين من منطقة الشرق الأوسط، وان ملف اللاجئين أحد الأسباب التي دفعت البريطانيين للتصويت للخروج من الاتحاد الأوروبي.
واعتبر أن حاجة أوروبا الشديدة لوقف موجات اللاجئين وبالتالي إلى موقف تركي في هذا الشأن، فضلا عن الاسباب السياسية التي تدفع أردوغان من حين إلى آخر لطلب الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي سوف تدفع الطرفين إلى التهدئة، وأن التجاذب الحالي سينتهي مقابل تحقيق مصالح الجانبين التركي والأوروبي، وستنخفض حدة التوتر والتصعيد، وهذا يتفق مع التوجه السياسي الأمريكي الراهن.
واشار إلى أنه بعد محاولة الانقلاب الفاشلة فإن الخطاب السياسي الأمريكي الذي يعتمد علو التهدئة مع نظام أردوغان، باعتبار تركيا الخط الامامي والقاعدة الام لكثير من عمليات التحالف لمواجهة الارهاب في سوريا والعراق.
وأكد السفير على أنه في النهاية سوف تسود "الرؤية الواقعية" والنظر إلى مصالح كل طرف وبالتالي فمن المتوقع انحسار التجاذب التركي الأوروبي خلال الأيام القادمة.
