طبعا يجب ألا ننسى أن هناك عدة وفود أخرى تسمي نفسها معارضة سياسية ستشارك في محادثات أستانا وجنيف، وبالتالي سيكون مجموع الوفود "المعارضة" من مسلحة وسياسية ما يقارب عشرون وفدا وكلها تدعي أنها تمثل الشعب السوري، ولكن في الحقيقة أن كل وفد من هذه الوفود يمثل صوت دولة إقليمية أو عربية أو أوروبية أو غربية وجميع هذه الوفود "المعارضة" تريد أن تتسلم السلطة في سوريا وتطالب برحيل الرئيس الأسد.
وهنا نتساءل لأي وفد من هذه الوفود يجب أن يسلم الرئيس الأسد السلطة؟ ولو جدلا قلنا لهذه الوفود "المعارضة" تفضلوا استلموا السلطة، فما هي النتيجة التي سنحصل عليها؟ لا شك أن الجماعات المسلحة الإرهابية والتي يتجاوز عددها 1000 سوف تتسابق إلى السلطة وسوف تدمر ما تبقى من سوريا تماما، ولن يستطيع أحد أن يخلي جثث الضحايا من شوارع المدن السورية، وستصبح سوريا كونتونات صغيرة تسيطر عليها عصابات مسلحة إرهابية كما في ليبيا بل سيكون الوضع أسوأ من ليبيا.
1- اقتتال دموي لا حدود له بين الجماعات المسلحة الإرهابية الموجودة على الأرض السورية.
2- تصفية وإبادة جماعية للشعب السوري على يد الجماعات المسلحة الإرهابية بكل أشكالها.
3- تدخل إسرائيلي في الجنوب السوري واحتلال مزيد من الأراضي.
4- تدخل تركي شامل في الشمال السوري.
5- كل الوفود "المعارضة" السورية التي هي خارج البلد والتي تتحدث عن رحيل الأسد لن تدخل سوريا إن بقي أو ترك الرئيس الأسد السلطة، لأنها باختصار طابور خامس.
6- ستثبت الولايات المتحدة أقدامها في الشرق السوري بتعزيز قواعدها العسكرية في مناطق يسيطر عليها الأكراد الانفصاليون الذين هجروا مئات الآلاف من الشعب السوري الآشوري على مر التاريخ ولا يزالون.
7-سوف تستكمل الولايات المتحدة مشروعها في تدمير ما تبقى من البنية التحتية السورية من جسور ومؤسسات حكومية وخاصة المدارس بحجة محاربة الإرهاب.
8- لا نستبعد أن تشن إسرائيل حربا على لبنان مستغلة انشغال المجتمع الدولي بما يحدث في سوريا.
9- ستعلن السعودية أنها انتصرت على الأسد ولا يهمها كم عدد الضحايا السوريين الذين يسقطون كما لا يهمها زوال الدولة السورية، فالهدف الرئيسي هو إسقاط الأسد.
كل ما تقدم هو فرضية لا أكثر، لأن روسيا الاتحادية لن تسمح بحصول هذه النتائج، ولكن نكتب هذه السطور لربما يقرؤها الذين يطالبون برحيل الأسد. ونطرح عليهم سؤال هل أنتم تسعون لهكذا نتائج؟
(المقالة تعبر عن رأي كاتبها)