المحفل الغربي بدأ بتنفيذ الخطة رقم 2 والتي ظهر منها حتى اللحظة فرعين، الأول الحرب الثقافية في الدول التي انتهت من تدمير ما استطاعت فيها من الحجر والبشر وما انضوى فيه وعليه من ركائز الدول، والفرع الآخر الهجوم الميداني المتجدد بنفس الطريقة ونفس الأدوات ولكن بأسلوب جدي مدروس بدقة على مستوى أشمل وأوسع وأكثر وجودية وواقعية مع قوى تبدو مواجهتها أصعب من الجيوش الإرهابية غير التقليدية البديلة كداعش والنصرة والقاعدة وأخواتهم، وبالتوازي مع هذه التحركات المريبة والتي تثير الشك في وقت عصيب على المنطقة لاتريد الولايات المتحدة أن تدخل فيه بمواجهة مع أحد وخاصة الروسي بل كالعادة تريد أن تحارب عنها جيوشها البديلة التي يتم الآن عملية إعادة انتشارها في المنطقة ككل انطلاقا من سورية وليبيا كون في هذين البلدين تتمركز القوة العظمى للمجاميع الإرهابية لتنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين لتكون إعادة الانتشار إقليمية دولية تحيط بكل مشاريعها بعد أن تشعل نار الحرب على مستوى تقليدي اعتيادي وهناك معلومات مؤكدة ووثائق تتحدث عن اجتماعات عقدت في بعض دول الإقليم حيث تم وضع كل المخططات والمقترحات اللازمة للسير في عملية إعادة توزيع الإرهاب وتم تحديد طريق تنقله ووجهة سيره وحتى تم تحديد مكان حط رحاله بشكل مؤقت أو على المدى البعيد كل حسب المهمة الموكلة إليه على المستويين الإقليمي والدولي.
ومن هنا بدأ التحرك للبديل في شمال وشمال شرق سورية لتشكيل كيان فيدرالي يشكل الخاصرة الضعيفة لسورية كما هو حال مابين العراق وإيران في شمال العراق والذي تدعمه بقوة وبشكل واضح إسرائيل على عكس الدول الغربية التي تتحدث وتحذر ولكن بالحقيقة كلهم في صف واحد ويعملون على تنفيذ مخطط متفق عليه، التصريحات الأمريكية الجديدة التي تحدث عنها الوزير سيرغي لافروف على هامش اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة بأنها إيجابية بخصوص احترام الولايات سيادة الدول ومواقفها وأنها لن تتدخل في الشؤون الداخلية ماهو إلا جسر النأي بالنفس أمام ماسيتقدم لاحقاً وهذا ماقد يفسر إخلاء الولايات المتحدة لقادتها في التنف فهي لم تعد قادرة على استثمارها إلا عن بعد، ومن هنا يبدو بالفعل أن المنطقة قادمة على وضع أكثر من خطير ومسرح الجريمة ذاته مع بعض المتغيرات والتموضع الجغرافي وكاتب السيناريو نفسه والمخرج واحد وحتى المشاهدين هم أنفسهم فهل تنتظر المنطقة إيلولاً أسوداً قد لا ينتهي كما يعتقد من يحضر له هذا السواد الأيام القادمة وعلى غير العادة غير كفيلة بتوضيح مالذي يجري أو الذي سيجري ولكن ومن منطلق العقل والمنطق لا يبدو أن المنطقة قادمة على الهدوء وإن كان هناك هدوء ما يلوح في الأفق فقد يكون بالفعل هو ذاك الهدوء الذي يتحدثون عنه قبل العاصفة، فهل يكفي علم ودراية روسيا وحلفائها بهذا المخطط الشيطاني أم أن عليهم الإمساك بزمام المبادرة واتخاذ إجراءات لم يكن ليعتقد أحد بأنها قد تقدم عليها…أم أن الوقت فات ولم يعد هناك خيار إلا المواجهة…
لكن السؤال الذي يطرح نفسه من مع من؟ وكيف؟ ومتى؟ الله أعلم، الأمر الوحيد الواضح أن نقطة البداية في كردستان العراق بغض النظر عن حق المكون الكردي بقيام دولته أم لا، هذا موضوع شائك ويحتاج إلى حديث طويل معقد قد يكون في وقت لاحق.
(المقالة تعبر عن رأي كاتبها فقط)