برلمان شرعي وحكومة موازية
ذكرت مصادر حزبية في ليبيا، مهتمة بمساعي الحوار بين أطراف الأزمة الداخلية، أن حزب "العدالة والبناء" الليبي، كان أول من رحب بالدعوة للقاء الجزائر المرتقب اليوم، بهدف إيجاد مخرج سياسي للأزمة. وتبقى الحلقة الغامضة في الاجتماع، هي مدى استعداد بعض أطراف الأزمة للتخلي عن تحفظها حيال حضور رموز من نظام العقيد الراحل معمر القذافي.
وأفادت المصادر في تصريحات لجريدة "الخبر" الجزائرية بأن أطرافا كثيرة تلقت دعوة من المبعوث الخاص للأمم المتحدة لدى ليبيا، برناردينو ليون، لحضور الاجتماع الذي ترعاه الجزائر.
وفيما لم تعلن السلطات الجزائرية عن الأطراف التي وجهت إليها الدعوة، ذكرت مصادر ليبية أن رئيس حزب التغيير الليبي، جمعة القماطي، وأعضاء من الحكومة الموازية "غير معترف بها دوليا" التي يقودها عمر الحاسي، وممثلون عن المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته، ونوابا في البرلمان الليبي الشرعي، سيحضرون اللقاء، زيادة على حضور إعلاميين ونشطاء سياسيين والقيادي الإسلامي الليبي عبدالحكيم بلحاج. وقد وصل العديد من المدعوين إلى الجزائر، منذ 48 ساعة، للمشاركة في لقاء يفترض أن يدوم يومين.
ولم يتأكد حضور ممثلين عن النظام السابق، بينما كانت الجزائر قد وجهت الدعوة لأحمد قذاف الدم، ابن عم الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي. غير أن أطرافا كثيرة في ليبيا تحفظت على هذه الدعوة، خاصة "إخوان" ليبيا.
تطابق آراء
وفى سياق متصل، يبدأ وزير الخارجية التونسي الطيب البكوش، غدا الأربعاء، زيارة رسمية إلى الجزائر لمدة يومين بدعوة من وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة.
وذكر بيان صحفي لوزارة الخارجية الجزائرية أن هذه الزيارة "تندرج في سياق ترسيخ وتمتين علاقات الإخوة بين البلدين، وتجسيد مخرجات ما تمخض عنه لقاء رئيس الجمهورية عبدالعزيز بوتفليقة مع نظيره التونسي الباجي قايد السبسي بمناسبة زيارة الدولة التي قام بها إلى الجزائر يومي 4 و5 فيراير/ شباط الماضي من أجل وضع معالم استشرافية لمستقبل العلاقات الجزائرية — التونسية في مختلف المجالات".
وأضاف البيان بأن الزيارة "ستشكل مناسبة مهمة لتدارس أنجع السبل الكفيلة بترقية التعاون الثنائي خدمة لتطلعات الشعبين، ناهيك عن ترسيخ سنة التشاور والتنسيق بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك".
وأكد الوزير المنتدب للشؤون الإفريقية والمغربية، عبد القادر مساهل ، أول أمس، بالقاهرة، عقب لقائه مع وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إن "ما بين الجزائر ومصر تطابق في الآراء بشأن ليبيا، فنحن بحاجة لاستقرار هذا البلد الشقيق والجار، كما ندعم الحل السياسي للأزمة التي تعيشها ليبيا، وندعم جهود مكافحة الإرهاب، ونثمن الجهود المبذولة من جانب الأمم المتحدة ومن دول الجوار".
اجتثاث الإرهاب
وذكر مساهل أن الجزائر ومصر "تنسقان سويا للبحث عن حل لأزمة ليبيا انطلاقا من وعيهما كدولتي جوار لليبيا، وانطلاقا من خطورة وجود الإرهاب في هذا البلد وما تمثله هذه الفئة من تهديدات للمنطقة."
أوضح مساهل أن زيارته للقاهرة تندرج في إطار التشاور بين البلدين حول القضايا المهمة، مشيرا إلى أن "هناك تنسيقا كاملا مع الطرف المصري في ما يتعلق بالوضع في ليبيا، سواء مع دول الجوار أو مع الأمم المتحدة ومع كل من يرغب في استقرار ووحدة ليبيا، والحفاظ على سيادتها ووحدة شعبها".
وتحدث الوزير المنتدب للشؤون الأفريقية والمغربية عن اجتماع تنسيقي لدول جوار ليبيا سيعقد بتشاد، من دون تحديد موعد لذلك.
أما وزير الخارجية المصري سامح شكري، فقال إن الطرفين "لديهما مواقف متطابقة إزاء المواضيع المرتبطة بالحفاظ على استقرار ووحدة الأراضي الليبية، والعمل المشترك حتى يتم دعم العمل السياسي والعمل على اجتثاث الإرهاب ومقاومته بكل قوة، والعمل على استقرار ووحدة الأراضي ووحدة الشعب الليبي."