وعلى الرغم من مبايعة تنظيم "أنصار الشريعة" في بلاد أخرى، مثل ليبيا، لأبو بكر البغدادي خليفة (داعش)، إلا أنه ومن المؤكد أن تنظيم "أنصار الشريعة" في اليمن لا يزال هو النواة الرئيسية "للقاعدة" في شبه جزيرة العرب، والذي يتخذ من اليمن مقرا له، وهو الفرع الأنشط للتنظيم المتشدد، الذي يتزعمه الظواهري.
وفي ظل غياب المعطيات التي تدل على تواجد (داعش) في اليمن قبل إعلانه المسؤولية عن الهجمات التي استهدفت الحوثيين، أمس، حاولت "سبوتنيك" الإجابة عن التساؤل الذي أثار حيرة المراقبين عن الظهور المفاجئ لـ "داعش" على الساحة اليمنية.
و استطلعت "سبوتنيك" رأي الخبير في الشأن اليمني جازم سيف، الذي اتهم القوى الفاعلة على الأرض اليمنية، ممثلة في حزب المؤتمر والحوثيين وحزب الإصلاح (إخوان مسلمين)، باستخدام هذه التنظيمات المتطرفة كعناوين لتحقيق أهدافها السياسية.
وقال، "إن تنظيم (داعش) في اليمن ليس له أي وجود كتنظيم مستقل، لكنه عبارة عن لافتة تتحرك بأجندة سياسية مرتبطة بالتناقضات الداخلية على الأرض اليمنية، فعندما تضيق السياسة يتم استدعاء هذه العناوين مثل (داعش) و(القاعدة) وغيرهما".
وأضاف سيف" أن (داعش)، مرتبط بالقوى الأساسية على الأرض اليمنية الممثلة في حزب المؤتمر الذي يترأسه الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح و حزب الإصلاح (إخوان مسلمين) و(الحوثيين)، مشيراً إلى أن هذه القوى هي التي استدعت أدوات العنف على الأرض وتستدعيها لضرب طرف سياسي محدد، تحت عناوين عدة لخلط الأوراق.
وتابع سيف، "هذه القوى دأبت على خلط الأوراق عبر استدعاء عناوين لها علاقة بالإرهاب مثل (القاعدة) وأنصار الشريعة، لكن الجديد هو استدعاء (داعش) غير المتواجد أصلا على الأرض اليمنية"، لافتا أن هدف هذه القوى هو "تحقيق وتمرير انتصارات سياسية على الأرض".
وحول مصير الحوار الوطني الدائر في العاصمة صنعاء برعاية الأمم المتحدة ، قال سيف، إن تفجيرات صنعاء وصعدة "تحرق" مسار العملية السياسية، وتدفع كافة الأطراف لإيجاد حلول من داخل التحيزات القبلية والمناطقية والطائفية والجهوية والجغرافيا.
ودعا كافة الأطراف للعودة للمبادرة الخليجية والذهاب إلى الحوار والاتفاق على إيجاد مخرج طوارئ آمن لمشاكل اليمن، والحيلولة دون الذهاب إلى أتون حرب أهلية على شاكلة المشهدين العراقي والليبي.
من جهته قال المحلل السياسي وسام السامعي لـ "سبوتنيك"، إن هذه "الجرائم أظهرت، وبشكل واضح، وجود دوافع سياسية خلفها في محاولة لجر البلاد نحو مزيد من الفوضى والاحتراق"، معتبراً أن الواقفين خلف هذه الجرائم يحتاجون دائما لمن يحملونه مسئولية جرائمهم، و"أن (داعش) ليس له أي تواجد فعلي على الأرض اليمنية".