سبوتنيك — هشام محمد — غزة
ويتساءل المزارع أبو محارب، في حديث لوكالة "سبوتنيك" الروسية، ما الذنب الذي ارتكبته المزروعات ليتم حرقها، مشيراً إلى أن إسرائيل تريد من عملياتها ضد المزارعين أو الصيادين أو الفلسطينيين بشكل عام قتل الاقتصاد وعدم إعادة بناء ما دمره الجيش الإسرائيلي في الحرب الأخيرة.
ويقول أبو محارب الذي يزرع في أرضه التي تقدر بنحو 50 دونماً، إن "الاحتلال استغل وجود تيار هواء باتجاه الغرب، وقام برش الشريط الحدودي بمبيدات أعشاب سامة بشكل مفاجئ، مما أدى إلى إتلاف جميع المزروعات في المنطقة".
عملية الطائرات الإسرائيلية دمرت كل محصول أبو محارب في منطقة وادي السلقا شرق دير البلح وسط القطاع من البطيخ والفلفل والملوخية والكوسا والفقوس، وكبدته خسائر مادية بنحو 70 ألف دولار أمريكي، في الوقت الذي يعاني منه اقتصاد قطاع غزة من وضع صعب.
واستغرب المزارع الفلسطيني من استخدام إسرائيل طائرات الرش لحرق الأعشاب على طول الشريط الحدودي، مشيراً إلى أنها كانت تستعمل الجرافات وكان بإمكانها استخدام الرشاشات الأرضية بدل الطائرات التي يتم إطلاقها من على مسافة 30 مترا لرش الأعشاب وتغطي مساحة كيلومتر مربع.
وأشار أبو محارب إلى أن إسرائيل قامت، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أيضا برش المنطقة، وتكبد حينها خسائر فادحة، وطالب الجهات الدولية المختصة بالتدخل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني وخاصة المزارعين المتضررين من ذلك.
ويرى المزارعون الفلسطينيون أن إسرائيل تستخدم كل يوم أساليب جديدة لقتل المزارع الغزي، مؤكدين أنهم صامدون على أراضيهم رغم كل الإجراءات بحقهم.
من جهتها، قالت وزارة الزراعة الفلسطينية إن إسرائيل حرقت 200 دونم مزروعة بأشتال مختلفة في منطقتي وادي السلقا شرق دير البلح وشرق البريج وسط القطاع، نتيجة وصول رذاذ مبيدات الأعشاب التي رشتها الطائرات الإسرائيلية.
وأوضح وائل ثابت، مدير عام الإدارة العامة لوقاية النبات في حديث مع وكالة "سبوتنيك" الروسية، أن العمليات الإسرائيلية تعرّض المزارعين الفلسطينيين لخسائر فادحة، مشيراً إلى أن هناك حيوانات أيضاً تغذت على هذه الأعشاب، مما أدى إلى نفوقها ومرض بعضها.
وبيّن ثابت أن وزارته تواصلت مع الصليب الأحمر ومنظمة الفاو والارتباط الفلسطيني لتزويد الوزارة بالمادة التي تم رشها للتعرف على فترة الأمان الخاصة بالمبيد، لكن دون جدوى.
وأشار إلى أن الطائرات الشراعية الإسرائيلية تقوم بالخروج من الشريط الحدودي والتحليق على علو منخفض من سطح الأرض والوصول لسماء المناطق الزراعية الحدودية، والشروع برش المحاصيل الزراعية بمبيدات سامة، الأمر الذي يتسبب بإتلافها.
يشار إلى أن القطاع الزراعي تكبد خسائر فادحة في الهجوم الإسرائيلي الأخير على القطاع، والذي استمر 51 يومياً، وانتهى في السادس والعشرين من أغسطس/ آب الماضي، وقدرت الخسائر بنحو 550 مليون دولار أمريكي.
ويمنع الجيش الإسرائيلي المزارعين في المناطق الحدودية من الوصول لأراضيهم، ويطلق النار عليهم بين الفينة والأخرى، رغم أن اتفاق التهدئة ينص على السماح للمزارعين بالوصول لأرضهم.