وما بين حلب الأبقار في الأرياف، والعيش بين الخيام، حُرم آلاف الأطفال العراقيين من التعليم خلال العام الماضي، ويتكرر حالهم في هذه السنة، حيث من المقرر أن تفتح المدارس أبوابها في البلاد في الثاني والعشرين من الشهر الجاري.
وأرجع المتحدث بإسم وزارة التخطيط العراقية عبد الزهرة الهنداوي، في تصريح لـ"سبوتنيك"، السبت، أسباب ارتفاع نسبة الأمية بين العراقيات، والتي وصلت إلى نحو 20%، لأسباب اقتصادية واجتماعية، خاصة في الأرياف وبين النازحين من جراء الحرب، منوهاً إلى أن هذه النسبة كانت أعلى في السنوات السابقة.
13 ألف طفل تركوا التعليم
وكشف الهنداوي، أن نحو 13 ألفاً من الفئة العمرية — أقل من 6 سنوات — هم أكثر التاركين للتعليم بسبب النزوح وعدم وجود مدارس قريبة، وهؤلاء يُشكلون أكثر من 5 % من إجمالي النازحين، الذين حالت المعارك مع "داعش"، دون أن يُلامسوا مقاعد الدراسة.
وأضاف الهنداوي، إن 5118 من النازحين، تركوا التعليم بسبب عدم قبولهم في المدارس المكتظة بالطلاب والتي تعمل بنظام دوام مزدوج أو ثلاثي.
أمية الفتيات
وتحدثت عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق بشرى العبيدي، لـ"سبوتنيك"، عن إبعاد العراقيات عن التعليم، موضحةً، بأن ذلك "يعود لأسباب كثيرة، منها اقتصادية وأمنية وتمييزية، وكذلك العنف الممارس ضد المرأة".
وألمحت العبيدي، إلى أن "زواج القاصرات"، هو أحد صور العنف الممارس بحق النساء، فتُجبر الفتيات على ترك المدرسة من قبل ذويهنَّ، إضافة إلى مشكلة النزوح التي منعت الكثير من الفتيات من الإلتحاق بالمدرسة.
أمية الذكور
ويُعاني الذكور في العراق من الأمية أيضاً، ووصلت نسبتهم إلى 8.3% من المجموع الكلي، والفجوة الواسعة تؤكد الحرمان التعليمي الذي تُعاني منه الإناث على المستوى العام.
وأشارت نتائج المسح الوطني للنازحين من الموت على يد تنظيم "داعش" في العراق، للعام الماضي، والتي صدرت حديثاً، إلى أن نسب الأمية بينهم تصل إلى 14.2%، وفي حالة احتساب الذين يستطيعون القراءة فقط ضمن نسبة الأمية، فأنها تصل إلى 16.4%.