دمشق — سبوتنيك — فداء محمد شاهين
وأوضح مصدر عسكري لـ"سبوتنيك"، أن تنظيم "داعش" الإرهابي استقدم قوات إضافية من مدينة الرقة ومحافظة الموصل العراقية، ومن الميادين في دير الزور، وشن هجوماً في الخامس والعشرين من يونيو/حزيران الماضي على بعض الأحياء القريبة من مدينة الحسكة، حيث وصلت أعداد المهاجمين إلى أكثر من 5 آلاف، بما فيها كتيبة النخبة، أو ما تعرف بكتيبة البتار، ومعظم مقاتليها من الأجانب، وخصوصاً الشيشان.
ودامت المعركة 40 يوماً، ولحق بالتنظيم الإرهابي خسائر كبيرة، قدرت، بحسب المصادر الأهلية، بمئات القتلى، حيث قام التنظيم بدفنهم بشكل جماعي في ساعات الليل.
وفي ذلك الوقت، كان أهالي المتورطين بالانتساب إلى "داعش" تجمعوا أمام مقر قيادة التنظيم في منطقة الشدادي، ليسألوا عن أولادهم، لاسيما المنتسبين من محافظة دير الزور، ليكون الجواب بأنهم قتلوا في معارك الحسكة.
وتعرض تنظيم "داعش" لخسائر كبيرة في المحافظة خلال اقتحامه بعض أحياء المدينة، ومنها النشوة الغربية والشرقية، ومنطقة الفيلات وحيي غويران الشرقي والغربي، وحي الزهور "حوش الباعر"، ومحاولته فرض حصار محكم على المدينة من عدة محاور، لاسيما من الجهة الجنوبية الممتدة حتى المعقل الأول لتنظيم "داعش" في مدينة الشدادي.
وعمد التنظيم إلى استخدام السلاح الكيماوي في بعض المناطق، وبث الإشاعات بين الأهالي القاطنين ضمن مناطقه، أو عبر الإنترنت، بأنه سيقوم باستخدام السلاح الكيماوي في حال تعرض لأي هجوم من قبل قوات الجيش العربي السوري، أو من قوات "وحدات الحماية الكردية"، وقام بحفر الخنادق حول مراكزه، وخصوصاً في مناطق الشدادي والعريشة ومركدا، وقام بملئها بمادة "الفيول النفطي"، من أجل حرقها لاستخدام الكثافة الدخانية في التضليل والتشويش على سلاح الطيران الحربي السوري أو طيران "التحالف"، كما قام عناصر التنظيم بالتخفي في القرى والمزارع المأهولة بالسكان واستخدامهم كدروع بشرية.
وأكد مصدر من أهالي الحسكة في اتصال هاتفي مع "سبوتنيك"، أن التنظيم قام بتنفيذ إعدامات جماعية وكثيرة، ولأتفه الأسباب، ما يؤكد إصابته بهستيريا، علماً أن التصفية طالت منتسبيه بحجة الهروب من المعركة، أو بما يسمى "التولي" في يوم الزحف، وهي عقوبة المتخاذلين من المعركة وبطرق مختلفة، وكان آخرها ربط عدد من عناصره المتهمين من محافظة الرقة من أرجلهم و"فسخهم" باستخدام الخيول، في محاولة لترهيب مقاتليه ومنتسبيه.
وتعد محافظة الحسكة مخزن سوريا من القمح، إضافة إلى النفط "البنزين، والمازوت، والغاز المنزلي" الخفيف، والقطن والحبوب، حيث بلغ إنتاج الحسكة في العام الفائت بنحو مليون طن من القمح بنوعيه القاسي والطري، ونصف مليون من محصول الشعير، ونصف مليون من محصول القطن.
وتقع الحسكة في شمال شرق سوريا، ويمر بها نهر الخابور الذي يأتي من مدينة رأس العين شمالاً ماراً بها هبوطاً إلى الجنوب، حيث يتحد مع نهر الفرات قرب مدينة دير الزور الواقعة في شرق سوريا، وتقسم المحافظة إلى أربع مناطق وأربع عشرة ناحية، وتمتد على مساحة 23000 كم2، وهي ثالث المحافظات السورية من حيث المساحة.