السلمية — سبوتنيك — خالد الخطيب
وتشهد مدينة السلمية، والتي تقع على بعد 30 كيلومتراً غرب مدينة حماة، استنفاراً كاملاً من قبل أهاليها الذين خسروا حوالي 6000 شهيد من أبنائهم حتى الآن، وذلك بسبب الحرب والحصار من قبل التنظيمات المسلحة كتنظيم "داعش" وجبهة "النصرة"، نظراً لموقعها الاستراتيجي بوسط سوريا، والذي يربط شمالها بشرقها وغربها أيضاً.
ويشار إلى أن الحصار بدأ قبل ثلاث سنوات، بعد خروج العديد من الأرياف المحيطة بالمدينة عن سيطرة الدولة، وخاصة في الأرياف الغربية والشرقية، حيث يمتد الريف الشرقي للمدينة ذات الطبيعة الصحراوية على طريق البادية السورية، وصولا إلى معقل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في الرقة، التي تشهد مواجهات دائمة ومستمرة بين أهالي المدينة وبين عناصر التنظيم في القرى التي يحتلها شرق المدينة.
ودخلت "سبوتنيك"، رغم صعوبة الطريق الخطير وخطورة القنص الدائمة، إلى نقاط خطوط النار على الجبهة الأساسية في "أراضي السطحيات"، البعيدة أقل من 4 كيلومترات عن مركز مدينة السلمية، والتي تفصل بين قوات الجيش السوري والقوات المرادفة له وبين عناصر "جبهة النصرة" في الريف الغربي للمدينة الممتد إلى أرياف مدينة حمص الشمالية والخارجة عن سيطرة الحكومة السورية، وذلك لرصد واقع الاشتباكات في نقاط تمركز القوات السورية، ومعرفة معلومات دقيقة من القوات المرابطة على الجبهة.
وفي حديث خاص لـ"سبوتنيك" مع قائد أحد أكبر النقاط الموجودة في"قرية السطحيات"، قال "إن الاشتباكات على الجهة الغربية لمدينة السلمية مستمرة دائماً، منذ حوالي ثلاث سنوات وحتى الآن، لأنها من أخطر الجبهات وأقربها على المدينة، وتقف عائقاً على تمدد عناصر "النصرة" في أرياف حماة وصولاً لأوتوستراد الرقة الاستراتيجي المار من مدينة السلمية".
وأضاف، "إن مسلحي جبهة النصرة، والذين يتواجدون على بعد أقل من 500 كيلومتر من تمركز نقاط الجيش والدفاع الوطني، احتلوا قرى عيدون والدلاك وتلول الحمر، وصولاً لمدن تلبيسة والرستن، ويحاولون دائماً التسلسل إلى نقاطنا للدخول إلى المدينة".
وعن الأسلحة والعتاد المتواجد مع مسلحي "النصرة"، أكد القائد أن عناصر "النصرة" يمتلكون أسلحة متطورة وعتاداً كبيراً وضخما جداً، وخصوصا في الأرياف الغربية المتصلة بمدن الرستن وتلبيسة.
ونوه قائد النقطة إلى أن الكهرباء في كثير من الأوقات تكون موجودة في مناطق المسلحين، في نفس الوقت الذي نعاني نحن من انقطاعها، مشيراً إلى الدعم اللوجستي الكبير الذي يحصلون عليه في أماكن تواجدهم.
وتحدث القائد العسكري عن أن جميع المقاتلين هم من أهالي من مدينة السلمية وريفها، والكل في حال استنفار دائم ضد الجماعات المسلحة المحيطة بالمدينة.