جاء ذلك خلال كلمة السيسي أمام مؤتمر "فكر" الرابع عشر، الذي تنظمه مؤسسة الفكر العربي بعنوان "التكامل العربي — تحديات وآفاق"، وتستضيفه القاهرة، اليوم الاثنين، مشيراً إلى أن تحقيق ما تقدم لا يعتمد فقط على مدى توافر الموارد… سواء كانت طبيعية أو مالية أو بشرية، فجميعها تتوافر لدى الدول العربية، وإنما يرتكز بشكل أساسي على زيادة تعزيز العمل الجماعي وبلورة الرؤى المشتركة، باعتبارهما جوهرا ضروريا وقوة دافعة لا غنى عنها من أجل تحقيق آمال وطموحات الشعوب العربية في العيش الكريم… والحرية الواعية المسئولة التي تبني ولا تهدم… وتعمر ولا تدمر…والعدالة الاجتماعية التي تكفل تحقيق التوافق المجتمعي والسلم الاجتماعي.
وأوضح الرئيس المصري "إننا بحاجة ماسة إلى إعطاء أولوية قصوى لتطوير قطاع الصناعة في إطار تكاملي عربي… لبناء الأساس الموضوعي للتكامل الاقتصادي وتوفير السلع والمنتجات التي يمكن تبادلها بين الدول العربية لتعزيز التجارة البينية".
وأكد على أهمية تعزيز الاستثمار العربي المشترك للاستفادة من الموارد العربية الطبيعية والمالية والبشرية المتمثلة في العمالة المدربة من أجل تعزيز قطاع الصناعة العربية وتوظيف إنتاجها، للنهوض بقطاعات اقتصادية أخرى مثل الزراعة لتحقيق نهوض اقتصادي شامل، يأخذ بعين الاعتبار تطوير منظومات التعليم والتدريب والبحث العلمي والتطوير التقني الذي يتعين أن يرتبط بعملية التصنيع.
ولفت إلى أن "دعم مسيرة التكامل العربي على الصعيد الدفاعي لا تعني تنازلا عن السيادة الوطنية… وإنما إعلاء للمصلحة القومية الجماعية في وقت تتداعى فيه الأخطار والتهديدات على دول وشعوب وطننا العربي، ومن ثم فإننا بحاجة إلى تحديد مصادر التهديد للأمن العربي على المستويين الوطني والقومي… وكذا تحديد الأولــويـات علــى صعيــد مواجهـة هـذه التــحديـــات".
وتابع "كما أؤكد على ضرورة إنشاء "القوة العربية المشتركة" كأداة مهمة من أدوات التكامل العربي اللازمة للدفاع عن قضايا الأمة العربية، حيث تتخذ مصر والمملكة العربية السعودية الشقيقة خطوات جادة في هذا الصدد… ومن بينها إنشاء مجلس التنسيق المشترك بين البلدين… والذي تتضمن أعماله موضوع القوة العربية المشتركة إلى جانب العديد من جوانب تعزيز العلاقات الأخوية الوثيقة بين البلدين".
وأشار إلى أن صعود الجماعات الراديكالية والمتطرفة التي تمارس الإرهاب وانتشارها في بعض الدول العربية، أدى إلى إذكاء ثقافة العنف الديني والمذهبي ونشر الفكر التكفيري، بما يهدد الوحدة الوطنية ويفرض قيودا على حرية الرأي والتعبير والإبداع بكافة أشكالها، الأمر الذي ينعكس سلبا على أوضاع الثقافة والمثقفين العرب… ويمثل بيئة مواتية لظهور مشاريع سياسية ودينية… ومذهبية وقومية تسعى إلى تغيير واقع جغرافيا الدولة الوطنية… وذلك من خلال صراعات مفتعلة بين الفكرة العربية الجامعة… وبين مدعي الفكر الإسلامي.
وطالب الرئيس المصري بضرورة تنسيق الجهود بين الدول العربية على المستويين الرسمي والشعبي… للعمل على حماية التراث الأثري العريق… الذي يتعرض للتدمير والنهب في عدد من الدول العربية جراء العمليات الإرهابية، ودعا إلى تعزيز التعاون مع المنظمات الدولية المعنية بهذا الشأن… وفي مقدمتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو".