عشرات القتلى الفلسطينيين وبصورة أقل في الطرف الإسرائيلي، منذ بداية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في عمليات فردية، وصفتها الصحافة الإسرائيلية بـ"الإرهابية" بدايةً، ولكنها تراجعت عن هذا المصطلح وأسمتها "العمليات الهجومية الفردية".
ووصف أستاذ "القضية الفلسطينية" في جامعة القدس المفتوحة في الضفة الغربية الدكتور محمد أسعد العويوي "الهبّة الجماهيرية"، بـ"الاندفاع الثوري" في وجه إسرائيل، دون وجود دور فصائلي فلسطيني حقيقي فيها.
وأضاف، "الهبة الفلسطينية الحالية، هي مسلسل نضال الشعب الفلسطيني، منذ أن وطأ الاحتلال الإسرائيلي والانتداب البريطاني أرض فلسطين، إلا أن الواقع الحالي يضع علامات استفهام حول مستقبل هذه الهبة، بحكم أن هؤلاء الشباب لا يوجد قيادة وحاضنة سياسية لهم، ولا يوجد برنامج ولا حتى خطة استراتيجية في سبيل دعم تحركهم، لذلك هناك خوف على هذه الهبة من التوقف".
وتابع الأكاديمي الفلسطيني، في حديث لـ"سبوتنيك"، الاثنين، "الواقع الموضوعي للحالة الفلسطينية، هو الانقسام السياسي، ما يعكس ردة فعلة سلبية تؤدي إلى عدم وجود قيادة موحدة للشباب، وأيضا بسبب تردي الوضع السياسي في الإقليم من صراعات واحتدامات هي أكبر من الحالة التي نعيشها في فلسطين".
وأكد أن ذلك ينعكس بشكل تراكمي على الحالة الفلسطينية، ما يدفع "الاحتلال الإسرائيلي" إلى الاستفراد بالشعب الفلسطيني إلى "حد الفاشية، حيث القتل والنزيف حتى الموت في الطرقات، أمام المارة، لم يحدث في التاريخ المعاصر".
وأشار إلى أن إسرائيل تعتبر الشعب الفلسطيني وحده في الساحة، ما يؤدي إلى الاستفراد به بشكل دامي، و"السبب الحقيقي لاستفراد إسرائيل، هو حالة الانقسام السياسي الفلسطيني، وهذا سبب رئيس للشباب الفلسطيني، الذي يقوم بالعمليات الفردية".
وأضاف، "هم موحدون على الأرض، لكن القيادة في تنافر، رغم سياسة الاحتلال التي تخلق ظروفا صعبة لأجل ترحيلهم خارج فلسطين… هم موحدون ميدانياً".
وبيّن العويوي أن كل جهة تحاول أن تأخذ هبة هؤلاء الشباب لأجندتها الحزبية، وحماس تحاول إحراج السلطة الفلسطينية بأنها لا تفعل شيئاً، رغم أن حماس نفسها لا تفعل شيئا أيضاً، في حين السلطة تريد أن تضغط على الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، من أجل العودة للمفاوضات".
واعتبر أنه يجب دراسة هذا الاندفاع الثوري، وأن تقوم النخب السياسية الفلسطينية بوضع استراتيجية موحدة، "لتحويل هذه الظاهرة إلى ثورة شعبية عارمة تنخرط فيها كافة أطياف الشعب الفلسطيني، لتصبح فعلياً انتفاضة تحرر وطني من الاحتلال الإسرائيلي".