بعد أن بترت ساقه... الجندي السوري "رواد" يتحضر للقاء "داعش"

تشدك الإرادة الصلبة والعزيمة الحديدية التي تحيط بكل تفاصيل حياة الجندي السوري "رواد"، بالرغم من أنه غير مكلف بالخدمة الإلزامية أو الاحتياطية، فهو من عائلة انغمست في الدفاع عن الوطن، لديه ثلاثة أخوة وجميعهم مقاتلون في الجيش السوري، كما لم تبدد من أحلامه الإصابات العديدة التي تلقاها خلال المعارك التي خاضها في وجه المسلحين.

سبوتنيك — اللاذقية — مراد سعيد

لا يخفي "رواد" الشاب الثلاثيني اندفاعه الشديد لملاقاة المسلحين. لذا بادر منذ انطلاق الأحداث في سوريا في العام 2012، للتطوع في صفوف "الدفاع الوطني" المشكل آنذاك من مجموعات مدنية تطوعت  للقتال إلى جانب الجيش السوري بهدف حماية المدن ولمنع الإرهابيين من دخولها.  بدأ من ريف اللاذقية الشمالي رحلته في  الدفاع عن الوطن وملاحقة الإرهابيين وانتقل بعدها إلى القتال في جبهات أكثر ضراوة.

وفي لقاء خاص  تحدث  "رواد" لـ "سبوتنيك" عن الإصابات العديدة التي تعرض لها أثناء تنفيذه المهام القتالية، حيث واجه مجموعات إرهابية عديدة وعلى رأسها "داعش"، أصيب مرات عدة وفقد معظم أصابع يده اليسرى في بلدة العتيبة بالغوطة الشرقية  نتيجة انفجار عبوة ناسفة وضعها المسلحون ضمن وعاء بلاستكي فوق كتاب "القرآن"، كما خاض العديد من المعارك القاسية مع مسلحي "جبهة النصرة" في ريفي حلب ودرعا.

عاد رواد للقتال إلى جانب الجيش السوري في ريف اللاذقية بعد أن تلقى العلاج، وأوكلت له مهمة استطلاعية  لمراقبة المسلحين المتواجدين على جبل زاهي المتاخم للحدود التركية، سار برفقة أربعة من زملائه ليلاً في طريق جبلية غير معبده، تفصل كل واحد منهم مسافة عشرين متراً كي لا يلحظ المسلحون وجودهم، وأثناء توجههم إلى أعلى التلة انفجر لغم  زرعه المسلحون، توجه رواد لإنقاذ "محمد"… في الطريق  سمع صوت "كبسولة" علم حينها أنه قد وضع ساقه على لغم آخر ونتيجة تجاربه الميدانية والدورات المكثفة التي خضع لها لتجنب مثل هكذا حوادث لم ينزع قدمه وصرخ منادياً المقاتل "مصطفى"، مخبراً إياه بما حدث وأعطاه البندقيه، إضافة للجعبة العسكرية والحقيبة التي يحملها وطلب منه الابتعاد مسافة كافية، رمى بعدها "رواد" بنفسه للخلف لأن ذلك يقلل من الضرر الجسدي، لينفجر بعدها اللغم وتبتر ساقه ويتعرض لبعض الحروق، سارع "مصطفى" لإنقاذه واضعاً رباطا قماشيا على مكان الإصابة في محاولة لوقف نزيف الدم وقام بحمله وإيصاله إلى سيارة الإسعاف ونقل بعدها إلى المستشفى لتلقي العلاج. بترت ساقه اليسرى وظل  "رواد" قرابة الشهرين مستلقياً في المستشفى يفكر كيف يستطيع السير لمعاودة القتال.

خرج رواد من المستشفى وعاد إلى حياته بعد أن قام بتركيب طرف اصطناعي متحرك، لكنه لم يستسلم لما حل به، حيث أن  إرادته القوية دفعته لممارسة التمارين الرياضية وخصص لها معظم وقته كي يعود بكامل قوته  لقتال تنظيم "داعش"، معتبراً أنهم وجهته القادمة.