وأوضح بدر الدين، في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، اليوم الجمعة، أن الرهبة لدى المجتمع الدولي من الدواعش تراجعت بشكل كبير، تحت وطأة الضربات القوية، التي وجهت للتنظيم في العراق وفي سوريا، التي يزحف فيها الجيش العربي السوري باتجاه المناطق التي يسيطر عليها بدعم من القوات الجوية الروسية.
وأضاف "من عادة تنظيم داعش أن يحاول بث الرعب في القلوب من خلال مشاهد بشعة، مثل إغراق مجموعة من المساجين لديه، أو مشهد حرق الطيار الأردني، فهذه المشاهد تؤثر على نفسية ومعنويات المتلقين، ولكن الأشهر الأخيرة شهدت خسائر وتراجع وهزيمة للتنظيم، وبالتالي انكسرت خشيته في أعين الناس، فرأى أنه في حاجة لاستعادة هذه الرهبة".
وتابع الباحث في شؤون جماعات الإسلام السياسي أن "إعلان التنظيم الإرهابي عن إغراقه مجموعة من الأشخاص في الأحماض ليس الأول هذا الأسبوع، فقد أشاع منذ أيام أنه أعدم مجموعة من الأطفال عن طريق إغراقهم في المياه داخل صندوق، وهي الطرق التي يتفنن في إخراجها في محاولة لبث الرعب في قلوب الناس".
ولفت إلى أن هذه الوسائل كانت تصور الدواعش — في بداية الإعلان عن التنظيم- كوحوش آدمية لا قلب لها، بشكل يجعل الناس ترتجف بمجرد ذكر اسم التنظيم، ولكن الآن أصبحت الصورة مختلفة، فالناس ينظرون إلى الدواعش باعتبارهم مجموعة من المرضى النفسيين، ذوي النزعات السادية، ممن يستمتعون بتعذيب الناس دون سند صحيح من دين أو حتى قيم أخلاقية.
وأكد الخبير في شؤون التنظيمات المسلحة، أن التنظيم يحاول الآن أن يجعل حضوره طاغياً على حضور تنظيم القاعدة، الذي عاد إلى الأضواء بدعوة من زعيمه أيمن الظواهري، لتوحيد كافة التيارات الجهادية، تحت لواء واحد، لتشكيل تنظيم كبير، وهي الدعوة التي يبدو أنها محل دراسة كثير من التيارات المتطرفة حاليا، عدا تنظيم "داعش" الذي يرفض مبايعة "القاعدة".