وأضاف برهوم، في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، اليوم الأحد، أن الجيش العراقي قال إنه يستعد لانتزاع السيطرة على مدينة الفلوجة، معقل تنظيم "داعش"، وطلب من السكان الاستعداد لمغادرتها، وهو إعلان يعد مقدمة لمرحلة هامة في تاريخ العراق، خاصة مع محاولات تنظيم الدولة "داعش" فرض سيطرته على ما هو أبعد من الفلوجة.
وأوضح برهوم أن تنظيم داعش الإرهابي يعرض العراق بالفعل لحرب جديدة، والجيش العراقي يفعل الآن ما يتوجب عليه فعله، فهو يحفظ أمن العراق الداخلي، ولكن تتبقى أمور أخرى وجب على الرئيس والبرلمان والساسة في العراق فعلها، أولها تمهيد المجال السياسي وإشراك الشباب، لحرمان داعش من مصدر هام من مصادر الدعم، وهو الدعم البشري، المتمثل في المتطوعين في صفوفه.
وعاب السياسي العراقي والمسؤول السابق في البرلمان على القيادة السياسية في العراق تجاهلها لدور الشباب الهام في هذه المرحلة، فهم القادرون على حماية الوطن من خلال نشر مفاهيم جديدة ترسخ لقيم ثابتة وراسخة لدى الشعب العراقي، أو بمعنى أخر ترسيخ المبادئ التي تربى عليها العراقيين بأسلوب جديد يجاري العصر ويتماشى معه.
وطالب برهوم الجيش العراقي بتفهم حقيقة أن شعب الفلوجة سيستجيب لندائه، ولكن لك سيعرض المدنيين هناك إلى مخاطر كبرى، أبرزها احتمالات أن يعدم التنظيم أعداداً كبيرة من المواطنين ممن سيحاولون الفرار من المدينة، أو ممن سيعجزون عن الرحيل ويرفعون الأعلام البيضاء.
وكان التليفزيون العراقي الرسمي نقل عن خلية الإعلام الحربي، قولها إن الأسر التي لا يمكنها الرحيل، يجب على أفرادها وعوائلها أن يرفعوا أعلاماً بيضاء فوق أسطح منازلهم، لكي يتمكن الجيش من تحديد مواقعهم، بالمدينة الواقعة غرب العاصمة بغداد.
وكانت الفلوجة أول مدينة عراقية تقع في أيدي "داعش" في كانون الثاني/يناير 2014 أي قبل ستة شهور من اجتياح التنظيم مساحات واسعة من العراق وسوريا المجاورة. ونقل التلفزيون عن الجيش: "نهيب بالمواطنين كافة الذين ما زالوا داخل الفلوجة، التهيؤ للخروج من المدينة عبر طرق مؤمنة ستوضح لكم لاحقاً".