أطلقت روسيا من الأسبوع الماضي، حملة لتسليط الضوء على ملف العراق المُتحرك نحو تصويت في نهاية تموز/يوليو المقبل في تركيا، يضع مدنه العريقة النفيسة "أور، وأريدو، والوركاء، والأهوار، على لائحة التراث العالمي ضمن محميات منظمة اليونسكو.
ووجه مستشار رئيس مجلس محافظة ذي قار لشؤون السياحة والآثار، منقب الآثار العراقي البارز، عامر عبد الرزاق الزبيدي، في حديث لـ"سبوتنيك"، اليوم السبت، رسالة شكر وحب كبيرة منه إلى روسيا على جهودها التي دعمت ملف العراق للتصويت على مدنه الحضارية الأقدم في العالم.
وأوضح الزبيدي، أن روسيا ساندت العراق لإنجاح ملف التصويت على الأهوار وأور، وأريدو، والوركاء، على لائحة التراث العالمي، وبدأت حملتها قبل أيام في العاصمة موسكو، وتحديداً من متحف الأريمتاج العالمي، للتعريف عن هذه المواقع وإبراز دورها كنقاط إشعاع للعالم أجمع وعرضها في شاشات خاصة في المتحف المذكور.
وأضاف الزبيدي:
كذلك عملت الجامعات الروسية ومن بينها طلاب آثاريين عراقيين، على عقد ندوات ومؤتمرات وتثقيف شعبي كبير عن تاريخ هذه المُدن السومرية والبابلية والتي يعود تاريخها إلى أكثر من 4000 سنة قبل الميلاد ومنها انطلق حرف الكتابة الأول في العالم، ومراكز الآلهة عشتار إله الحب والحرب، وآنو إله السماء، في محافظتي ذي قار والمثنى وسط وجنوب العراق.
ويقول الزبيدي:
الأمل بدأ يكبر، شكرا ً لروسيا التي تثبت إنها كبيرة بحق من الجهود التي تبذلها الجامعات والمتاحف الروسية حسب الأخبار التي نلقها لنا الطلاب العراقيين في هذه الجامعات.
وتابع:
علمت بهذه النشاطات من علماء الأثار الذين زاروا روسيا خلال الأيام القليلة الماضية، ومنها عن المؤتمر الدولي الكبير الذي أقامه الجانب الروسي في بداية الأسبوع المضي، حضره كبار علماء الاثار يسلط الضوء على ملف العراق وتاريخ وما قدمته تلك المناطق المطروحة للتصويت، للإنسانية.
ويختتم الزبيدي، بأن روسيا لا زالت تُؤكد للعالم إنها راعية لتلاقح الثقافات وحوارها جميع الحضارات، ومنها العراقية.
ويعود تاريخ مدينة أور الأثرية إلى 4500 عام قبل الميلاد، والتي أسس بها الملك أور نمو، سلالة أور الثالثة في بلاد الرافدين، وأول شريعة قانونية في التاريخ سبقت شريعة الملك البابلي حمورابي بثلاثة قرون، وأقدم إمبراطورية عرفها التاريخ عام 2012 قبل الميلاد سيطر على بلاد الرافدين بالكامل وبلاد الشام والخليج العربي حتى مصر وبلاد عيلام (إيران).
ومنطقة أريدو القديمة، التي يسعى العراق ضمها أيضا ً ضمن محميات التراث العالمي مع الأهوار والوركاء، تقع جنوب غرب مدينة أور في محافظة ذي قار جنوب البلاد.
وتعتبر الأهوار التي تُشبه بفينيسيا المدينة الإيطالية المائية العائمة الساحرة، هي موطن قرطاسية دون بها الإنسان تاريخه القديم قبل آلاف السنين ما بين الرافدين دجلة والفرات، والتصويت على وضعها تحت محميات التراث العالمي يُجنب تجفيفها وتصحرها لاسيما وأنها تعرضت لها الخطر وجفت في السنوات السابقة، وماتت أقصابها وآلواح البردي التي استخدمت للكتابة المسمارية الأقدم في العالم، كذلك الأسماك والحياة للمدنيين القاطنين قربها.
أما الوركاء الواقعة ضمن حدود محافظة المثنى، في منطقة صحراوية، تُعد واحدة من أهم المُدن في تاريخ العراق القديم، وأبرز ما ميز هذه المدينة هي مجموعة من الاختراعات حيث كانت رائدة في هذا الجانب فكان أهم ما يميز معبد (أي — نانا) جداره المبني بالفسيفساء، ومركز عبادة مركز لعبادة الهين كبيرين هما إله السماء (أنو)، والهة الأم للحب والحرب (عشتار)، والتي فيها عُثر على الكتابة الصورية مطبوعة على آلاف الرقم الطينية وكان ذلك بحدود 3200 قبل الميلاد.