ويسعى تنظيم "داعش" من عمليته "الخبيثة" هذه، إلى القضاء على المدنيين الذين وقعوا تحت بطشه ولم يكفه الوقت لإبادتهم كلهم، في كل مرة وبكل مدينة، أن يصور للعالم، بأن المدنيين المرتهنين بيده دروعا بشرية، بأنهم مؤيدين له وعلى استعداد لتنفيذ ما يفعل حتى لو كان الفعل عملية زهق روح وسلبها ببشاعة.
والغريب في عملية الإعدام، أن تنظيم "داعش" أجبر عددا كبيرا من الأطفال الجلوس على الأرض، وتحشيد عشرات المدنيين بالقوة تحت التهديد بالسلاح خارج كواليس الإصدار الداعشي الذي بُث الثلاثاء 12 تموز/يوليو الجاري.
وأكد رجال المقاومة، حينها قام تنظيم "داعش" بدس عناصره من الاستخبارات والسريين بين المدنيين المتجمهر أغلبهم بالقوة، لكي يعرضوا استعدادهم لتنفيذ عملية الإعدام عندما يطلب منهم ذلك ولكي يبينوا أنهم مدنيين مؤيدين للدواعش، وتطبعوا بنهجه.
وطلب الدواعش من المدنيين المتجمهرين…ويشيرون بطلبهم إلى عناصرهم الاستخباريين، أن يتقدم اثنان منهم ممن يسمون "بعوام المسلمين" للمشاركة بتنفيذ عملية الإعدام.
فأبدى عدد من الدواعش المنتحلين لمظهر المدنيين الموصليين، استعدادهم لتنفيذ الإعدام "رصاصة بالرأس" بحق الرجال الخمسة الذين لفق لهم التنظيم تهمة التعاون مع القوات العراقية والتحالف الدولي ضد الإرهابي في فضح تجمعاته ومخططاته في الموصل.
ويشير رجل المقاومة الذي تحفظ الكشف عن اسمه، إلى أن تنظيم "داعش" يريد أن يبين للعراقيين والعالم، بأن الناس معه، من خلال دس عناصره الاستخباريين بين المدنيين وإعلان أنفسهم بأنهم مواطنين راغبين بقتل من يقف ضد التنظيم، لكن الكثير من الأهالي يرتقبون التحرير بأسرع وقت ممكن.
المقاومة تفتك بأبرز الدواعش
وألمح المقاوم إلى أن كتائب المقاومة في الموصل أصبحت نشطة جداً، وتنفذ يومياً (2-4) عمليات اغتيال تستهدف قادة وعناصر تنظيم "داعش" الإرهابي، بالإضافة إلى خط عبارة "أخرجوا" و حرف "م" المختصر لكلمة "مقاومة" على الجدران لإرعاب الدواعش، داخل المدينة.
وزودنا المقاوم بصور وتفاصيل عمليتي اغتيال استطاع هو تنفيذها بالتعاون مع الطيران المسير التابع للتحالف الدولي ضد الإرهاب، في الموصل، الأولى استهداف المدعو "أبو نبيل" نائب عمر الشيشاني قائد القوات المسلحة في التنظيم الذي قتل إثر غارة للتحالف في سوريا منتصف آذار/مارس الماضي.
ويوضح المقاوم، قمنا باستهداف "أبو نبيل" وهو وزير الحرب أي هو الذي تصدر عنه الأوامر لعناصر العسكر بالتنظيم في الموصل، وقتل إثر ضربة لطائرة مسيرة قصفت سيارته قبالة ألبان الجزيرة في المدينة الشهر الماضي.
مقتل داعشي آخر أحد عناصر القاعدة وسجناء بوكا
وسهّل المقاوم اغتيال قيادي آخر بتنظيم "داعش"، يدعى "الدكتور قتيبة" مسؤول ديوان الصحة بالتنظيم في نينوى، بعد متابعته لمدة شهرين بالتعاون مع غرفة التحالف الدولي ضد الإرهاب.
وعندما انتهيت من الحديث مع "الدكتور قتيبة"، قمت بتنفيذ إشارة متفق عليها بيني وبين غرفة التحالف الدولي…تدل على أني أنهيت مهمتي وعدت إلى منزلي، مثلما تابع المقاوم، لافتاً إلى أن التحالف استهدف القيادي الداعشي في سيارته، في الواحدة ظهراً، في شارع المنصة بمنطقة المجموعة الثقافية، بعد أن غادر المستشفى.
وعن أصل وتاريخ "قتيبة"، كشف المقاوم، بإنه عراقي الجنسية منحدراً من الموصل، وكان عنصرا بتنظيم القاعدة وسجن في معتقل بوكا بمحافظة البصرة جنوب العراق على يد القوات الأمريكية قبل نحو 10 سنوات، وأطلق سراحه بظروف غامضة، وهو في الخمسينيات من العمر.
واختار تنظيم "داعش" هذا التوقيت الذي يشهد تمدد خسائره وتفاقمها مع تقدم القوات العراقية لتحرير الموصل بشمال البلاد، لبث إصداره الذي سعى به إلى ضرب عصفورين بحجر واحد، لبث الفتنة والصراع في البلاد، لدرجة انطلت خدعة مشهد الإعدام الأخير على الموصليين الذين هربوا من داخل المدينة عشية وقوعها بيد التنظيم منتصف عام 2014.
