الرياض — سبوتنيك.
وقال عسيري في حديث لوكالة "سبوتنيك"، اليوم الجمعة، إن "قوات التحالف سوف تلتزم بالهدنة المقررة لثلاثة أيام، لتسهيل دخول المساعدات إلى تعز وإعطاء مهلة لإطلاق عملية سياسية"، لكنه حذر في الوقت ذاته، من أن "استمرار الخروقات سيواجه برد فعل من جانب التحالف الذي لن يتساهل مع تواصل استهداف المواقع والمواطنين السعوديين".
وأشار المتحدث باسم قوات التحالف إلى أن الهدنة "بدأت بداية سيئة، ومنذ اللحظة الأولى سجلنا انتهاكات عدة ومحاولات للتوغل واستعادة مناطق بينها صرواح ونهم"، وأضاف أن "ميليشيات الحوثيين تعتقد أن بإمكانها خداع المجتمع الدولي" الذي سعى إلى إنجاح الهدنة، مضيفا أن "قوات الحوثيين استهدفت عدة مناطق داخل اليمن، كما أسفر قصف من داخل الأراضي اليمنية على منطقة جازان إلى إصابة مواطن سعودي، واعترضت قوات التحالف ثلاثة صواريخ أطلقت على منطقة مأرب".
وأشار عسيري إلى تحركات عسكرية للحوثيين في صعدة بعد بدء سريان الهدنة، كما أشار إلى أن تعز التي تعاني الحصار تعرضت بدورها لهجمات وتساءل: "عن أي هدنة يتحدثون"؟
وأوضح أنه يكفي أن أطرافا محايدة لاحظت الخروقات وسارعت إلى التعليق عليها، وبينها تعليق وزير الخارجية الأميركي جون كيري حول حق المملكة في الرد على استهداف مواطنيها.
وردا على سؤال عن موقف التحالف في الفترة المقبلة، قال عسيري إن التحالف أعطى وعدا قاطعا للحكومة اليمنية الشرعية وللرئيس عبد ربه منصور هادي بالعمل على إنجاح الهدنة المقررة لثلاثة أيام، تحقيقا للمصالح العليا التي حددها في ثلاث نقاط رئيسة هي: "إدخال المساعدات الإنسانية الملحة إلى مدينة تعز التي تعاني من الحصار، وإعطاء فرصة كافية لإنجاح جهود التهدئة بهدف تهيئة الظروف للعملية السياسية، ودعم جهود المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد"، لكنه حذر في المقابل من أن "الخروقات المتواصلة لا يمكن أن تترك من دون رد فعل"، مشددا على أن التحالف "لا يمكن أن يسمح بإصابة مواطنين سعوديين".
وقال المسؤول العسكري السعودي إن "الاختبار الجدي سيكون خلال اليومين المقبلين"، وإذا نجحت الهدنة سيتعزز الوضع على المسار المتفق عليه، لكن "إذا تواصلت الخروقات سيترتب القيام بالواجب الذي ينبغي القيام به".
وفي إشارة إلى أفاق تطور الموقف، قال المتحدث باسم قوات التحالف إن "الحوثيين أفشلوا كل محاولات الحل على مدار الشهور الماضية، وبينها الجهود الكبيرة التي قامت بها دولة الكويت لإنجاح الحوار، وحضور الأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام بان كي مين الذي لم يتم احترامه كما لم يتم احترام مشاركة الأمين العام لجامعة الدول العربية بهدف دفع الحوار".
وأكد عسيري أنه "تم إعطاء الحوثيين قيمة كبيرة لإنجاح جهود التشاور وفي كل مرة أفشلوا هذه الجهود"، وكان ردهم اشتراط المحافظة على سلاحهم وأن يكونوا جزءا من الحكومة على غرار وضع حزب الله في لبنان، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة جربت لمدة 110 أيام التعامل مع الملف ولم يتم التعاطي معها بجدية برغم كل هذه الجهود والمحاولات.
واستغرب مستشار وزير الدفاع السعودي مواصلة محاولات "تدليل وتدليع" من يواصل انتهاك الهدنات وإشعال مواجهة متواصلة، معتبرا أن البديل هو الانتقال إلى الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة لدعم التحالف العربي وإنهاء معاناة الشعب اليمني".
وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قد أعلن، يوم أمس، أن بلاده لديها الحق في الرد على أي اعتداء تتعرض له، مشيرا خلال لقاء مع نظيره الأميركي، جون كيري، إلى أن الأراضي السعودية تعرضت لاعتداءات متواصلة، مؤكدا على ضرورة أن يدرك المجتمع الدولي مصدر الخروقات والتهديدات المتواصلة.
وأكد كيري من جانبه دعم بلاده لإحياء العملية السياسية والتوصل إلى اتفاق نهائي في اليمن، مشيرا إلى أنه "على الحوثيين سحب قواتهم وصواريخهم والعمل على إنجاح الهدنة"، وأضاف أن المطلوب هو إعطاء فرصة لجهود السلام وإنجاح الهدنة الحالية.
وكانت الرياض تحدثت عن نحو أربعين خرقا تم تسجيلها خلال الساعات الأولى للهدنة التي بدأت ليل أمس، وأشارت إلى اعتراض ثلاثة صواريخ أطلقت على مدينة مأرب، كما أشارت إلى تعرض مواطن سعودي وابنته لإصابات بعد سقوط صاروخ أطلقه الحوثيون على منطقة جازان الحدودية مع اليمن.
